بن غفير يقتحم زنزانة البرغوثي ويطلق تهديدات مباشرة في سجن "غانوت"

وكالات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.14 - 11:10
Facebook Share
طباعة

اقتحم وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مؤخراً، قسم العزل الانفرادي في سجن "غانوت" المعروف سابقًا بسجني رامون ونفحة، موجّهًا تهديدات مباشرة إلى القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، أحد أبرز قادة حركة فتح. الحادث أثار قلقًا واسعًا لدى العائلة والمراقبين الفلسطينيين، الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تتحول هذه التهديدات إلى محاولة لإعدام البرغوثي داخل السجن.

وكانت عائلة البرغوثي قد أعربت عن خوفها من تصعيد الوضع، معتبرة أن اقتحام الوزير للزنزانة يشكل "اعتداءً صارخًا على حقوق السجناء" وعلى الوضع القانوني للأسير، الذي يقبع منذ أكثر من عقدين خلف القضبان. ويُعرف عن البرغوثي دوره القيادي في الانتفاضة الثانية، أو ما يُعرف بانتفاضة الأقصى، التي انطلقت عام 2000 ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي في أبريل/نيسان 2002.

قبل نحو عام، أعلن بن غفير عن نقل البرغوثي من سجن عوفر القريب من رام الله إلى قسم العزل الانفرادي، بعد ورود معلومات إسرائيلية حول اتصالات أجراها الأسير بهدف التخطيط لانتفاضة جديدة في الضفة الغربية. ويُعد هذا النقل جزءًا من سياسة إسرائيل المستمرة التي تهدف إلى عزل القادة الفلسطينيين داخل السجون، وهو ما أثار موجة من الإدانات الحقوقية والدولية، معتبرة أن مثل هذه الإجراءات تشكل خرقًا للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق السجناء.

وقد نقلت القناة الإسرائيلية 14 عن بن غفير قوله لرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير: "لو أن أحدًا من جيش دونالد ترامب قال: أنا لا أنفذ، لقلت له في تلك اللحظة: مع السلامة، إلى البيت"، في تصريح اعتبره مراقبون بمثابة تهديد ضمني ليس فقط للأسير البرغوثي، بل للقيادات الفلسطينية كافة التي تعارض السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ويأتي هذا الاقتحام في وقت تشهد فيه السجون الإسرائيلية توترات متصاعدة بين السجناء الفلسطينيين وإدارة السجون، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية فلسطينية ودولية من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى عواقب خطيرة على حياة الأسرى، خاصة القيادات التي لها وزن سياسي وعسكري داخل الحركة الوطنية الفلسطينية.

وتؤكد التقارير الحقوقية أن مثل هذه الإجراءات، بما فيها نقل البرغوثي للعزل، وتهديده المباشر، تشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الأسرى، وقد تؤثر على وضعهم الصحي والنفسي، في حين أن القانون الدولي يدعو إلى معاملة جميع السجناء معاملة إنسانية تضمن سلامتهم وحياتهم.

من جانبه، دعا العديد من السياسيين الفلسطينيين إلى تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد الإسرائيلي داخل السجون، مؤكدين أن حياة مروان البرغوثي وأسرى آخرين في خطر، وأن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على إسرائيل لضمان عدم تحويل التهديدات الكلامية إلى أفعال.

في المقابل، يصر بن غفير على موقفه المتشدد تجاه الأسرى الفلسطينيين، معتبرًا أن إجراءات العزل والتهديدات ضرورية للحفاظ على الأمن الإسرائيلي ومنع أي تحركات قد تؤدي إلى اضطرابات جديدة في الضفة الغربية.

ويظل الأسير مروان البرغوثي رمزًا للنضال الفلسطيني، ووجوده في العزل الانفرادي وتهديد حياته يمثل مؤشرًا على مستوى التوتر بين القيادات الفلسطينية والإدارة الإسرائيلية، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات داخل السجون وخارجها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5