ما وراء كواليس قمة ألاسكا بين روسيا وأمريكا؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.14 - 06:11
Facebook Share
طباعة

في ظل أجواء مشحونة بالتوترات الدولية، تترقب الأنظار مساء غداً الجمعة موعد القمة التي ستجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في قاعدة "إيلمندورف-ريتشاردسون" العسكرية بولاية ألاسكا، وسط تساؤلات لا تنتهي عن أهدافها الحقيقية ومآلاتها المحتملة. ورغم الطابع العلني للمحاور المعلنة، إلا أن ما يدور خلف الكواليس يبدو أكثر تعقيداً من جدول أعمال مكتوب.

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حسم مبكراً الجدل بشأن المخرجات الشكلية للقمة، مؤكدًا أنه لن يكون هناك توقيع على أي وثيقة نهائية، وهو ما يعكس إدراك موسكو وواشنطن لحساسية الملفات المطروحة وصعوبة ترجمتها إلى التزامات مكتوبة في الوقت الراهن.
هذا الموقف يشي أيضاً بأن اللقاء قد يكون أقرب إلى "جس نبض" متبادل، لا إلى تفاهمات مُلزمة.

ورغم اقتصار الخطاب الرسمي على التأكيد أن القمة ستناقش التسوية في أوكرانيا، إلا أن السياق الزمني والتحضيرات السريعة يوحيان بأن هناك ملفات أخرى قد تحضر ضمنياً على الطاولة، بدءاً من توازنات الأمن الأوروبي ومروراً بملف العقوبات، وصولاً إلى العلاقات الاقتصادية في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.

بيسكوف شدد على أن التكهن بنتائج القمة سيكون "خطأ فادحاً"، وهو تصريح يحمل في طياته رسائل مزدوجة: الأولى للداخل الروسي بعدم رفع سقف التوقعات، والثانية للأطراف الدولية الأخرى بأن موسكو ليست بصدد تقديم تنازلات مسبقة.
أما في الجانب الأمريكي، فقد حرصت إدارة ترامب على الإبقاء على أجندة القمة محدودة علناً، فيما تكشف المؤشرات أن زيارة الممثل الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى موسكو كانت محورية في تهيئة الأجواء، بعد تبادل ما وُصف بـ"الإشارات المثمرة" بين الطرفين.

التحضير للقمة في "إطار زمني شديد الضيق" كما وصفه بيسكوف، يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا اللقاء قد فرضته تطورات عاجلة على الأرض، خصوصًا في أوكرانيا، أو أنه جاء استجابة لحاجة سياسية داخلية لدى أحد الطرفين. موقع ألاسكا نفسه يضيف بعدًا رمزيًا، إذ يجمع بين كونه أرضًا أمريكية قريبة جغرافيًا من روسيا، وبين رمزية تاريخية في العلاقات بين البلدين، ما يمنح المشهد لمسة من الحذر والانفتاح في آن واحد.

القمة ستبدأ بلقاء ثنائي مغلق بين بوتين وترامب، يعقبه اجتماع موسع يضم وزراء الخارجية والدفاع والمالية وكبار المستشارين، قبل أن يلقي الرئيسان كلمة قصيرة ويعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.
ورغم غياب أي أوراق اتفاق موقعة، فإن مجرد انعقاد هذه القمة في هذا التوقيت قد يفتح باباً لتخفيف حدة التصعيد أو على الأقل رسم خطوط تواصل جديدة بين القوتين النوويتين الأكبر في العالم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6