سياسة التجويع في غزة.. أداة حرب تخنق المدنيين

غزة _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.14 - 04:55
Facebook Share
طباعة

في ظل الحصار الممتد على قطاع غزة، تتواصل سياسات التضييق التي تمارسها إسرائيل، حيث أصبحت المساعدات الإنسانية تُستخدم أداة في لعبة سياسية معقدة.
بدلًا من أن تكون هذه المساعدات قناة لإنقاذ الأرواح، تحولت إلى وسيلة لإدارة الأزمة وإطالة معاناة السكان، في وقت تشير فيه التقارير الحقوقية إلى أن الوضع الإنساني يقترب من مستويات كارثية غير مسبوقة.

ورغم الجهود الدولية لإيصال الغذاء والدواء عبر الجو، فإن هذا المسار لا يعوض غياب الممرات البرية، ولا يغطي الحد الأدنى من احتياجات أكثر من مليوني شخص في القطاع. المراقبون يرون أن هذه الاستراتيجية قد تكون جزءًا من سياسة ضغط ممنهجة، تُبقي غزة على حافة الانهيار الإنساني، مع منع أي انفراج حقيقي للأزمة.

وفي خضم هذه الصورة القاتمة، جاء تصريح زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن، عبد الملك الحوثي، ليعكس البعد السياسي والعاطفي للأزمة.
فقد وصف سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة بأنها "من أقبح وأسوأ الجرائم"، مؤكدًا أن ما يتم من إسقاط مساعدات جوية "خداع للعالم"، إذ تُلقى على رؤوس المدنيين وفق "مخطط يستهدفهم". الحوثي أشار إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال أسبوع واحد تجاوزت 3500 قتيل وجريح من الأطفال والنساء والنازحين، معتبرًا أن استمرار هذا الأسلوب لن يسمح بإدخال كميات كافية من المساعدات حتى بعد أشهر طويلة، ما لم تُفتح المعابر المغلقة.

تحليل هذه التصريحات يكشف عن أن الموقف لا يقتصر على الجانب الإنساني، وانما يمتد إلى اتهامات مباشرة لإسرائيل باستخدام الحصار كسلاح سياسي، مع مشاركة أمريكية في توفير الغطاء العسكري واللوجستي.
ويقرأ بعض المحللين هذا الخطاب باعتباره محاولة لربط معاناة غزة بمسار أوسع من الصراع الإقليمي، حيث تجد قوى مثل "أنصار الله" مساحة لتأكيد حضورها في المشهد السياسي عبر تبني خطاب داعم للفلسطينيين، ومناهض لإسرائيل وحلفائها.

التحدي الأكبر الآن يكمن في قدرة الأطراف الدولية على فرض حلول عملية تسمح بدخول المساعدات بشكل منتظم وكامل، بعيدًا عن الطرود المتساقطة من الجو التي تثير الجدل حول فعاليتها وأمانها.

فاستمرار الوضع الحالي قد يدفع إلى تصعيد أكبر، ليس فقط على الصعيد الميداني في غزة، بل أيضًا في ساحات أخرى قد تدخل على خط المواجهة.

وسط هذا المشهد، تظل أزمة التجويع في غزة جرحًا مفتوحًا، تتداخل فيه الحسابات السياسية مع معاناة المدنيين، في انتظار تحرك حقيقي يوقف نزيف الأرواح ويعيد للإنسانية وزنها في معادلة الصراع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6