شمس غزة تحاصر النازحين بالعطش والمرض

2025.08.14 - 04:48
Facebook Share
طباعة

تواصل موجات الحر الشديدة لفرض سيطرتها على قطاع غزة، إذ تعيش أحياء النزوح أزمة متفاقمة جراء انعدام الكهرباء وشح المياه الصالحة، مما جعل الظروف الصحية تتراجع بشكل حاد، وفقًا لما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

مع تجاوز درجات الحرارة 40 مئوية، تعاني المخيمات المؤقتة من حرارة لاهبة تضاعف من معاناة السكان. وغالبًا ما يفتقر المأوى إلى التهوية الجيدة، ما يجعل الخيام بمثابة أفران لا يمكن تحملها، وهو واقع يدفع العائلات للإقامة في العراء لحماية أطفالها وكبار السن من أثر الحرارة المباشر، رغم المخاطر الأمنية المحيطة بالقطاع.

تمتزج هذه الأزمة بمأزق مزدوج؛ فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تلف الأغذية سريعًا، في ظل انقطاع دائم لمعدات التبريد. وهذه الضغوط تدفع الناس نحو وجبات فقيرة غذائيًا، ما يفاقم من سوء التغذية. وعندما تترافق تلك الظروف مع قلة نظافة المياه، ينتشر ما يعرف بـ«الأمراض الموسمية»، بما في ذلك الإسهال والتهابات الجهاز الهضمي، التي ترخي بثقالتها على أطفال ونساء وكبار السن.

وفي ظل ضعف الصيانة وانقطاع آلاف العدادات، تتعرض الكثير من المحطات للانخفاض الحاد في إمدادات الماء، فيما تعتمد بلدية غزة على مصدر واحد لا يفي بالطلب المتزايد، وهذا الخلل المائي يزيد المخاطر الصحية ويهدد بانعدام النظافة كما يؤدي إلى ارتفاع حالات الجفاف، خصوصًا لدى النازحين.

من جانبه، يشدد منظِّمو الرعاية الصحية على أن منظومة الخدمات في غزة تعيش على فتات ما تبقى من الموارد، بعد أن تقلصت قدرات بعض المستشفيات الميدانية بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقد أدى ذلك إلى مصاعب كبيرة في تقديم العلاج للإصابات الحرجة، وخاصة المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو ضعفًا في جهاز المناعة.

وقد لاحظ القائمون على تقديم المساعدات تزايد أعداد الحالات المرضية، مما دفع بعض المنظمات الإنسانية إلى التحذير من اندلاع موجة وبائية جديدة، إذا لم تتدخل السلطات الدولية لوقف الحرب وتوفير الدعم اللوجستي الضروري.

ويترافق كل هذا مع توترات نفسية واجتماعية داخل مخيمات النازحين: حيث يعيش الأفراد في بيئة مكتظة بلا خصوصية، فتتعقد العلاقة بين السكان، ويفقد الكثيرون الشعور بالأمان، مما يدفع بعضهم لمحاولة التنقل بحثًا عن فرص حياة أقل قسوة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4