كيف استخدمت إسرائيل تكنولوجيا مايكروسوفت للتجسس على الفلسطينيين

وكالة أنباء آسيا

2025.08.14 - 10:59
Facebook Share
طباعة

كشف تحقيق صحفي لموقع The Guardian ضمن سلسلة بودكاست "Today in Focus" عن تعاون بين الجيش الإسرائيلي وشركة مايكروسوفت لاستخدام التكنولوجيا في عمليات المراقبة الجماعية للفلسطينيين.

 

يشير التحقيق إلى أن وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم "وحدة 8200"، اعتمدت على منصة التخزين السحابي Azure التابعة لمايكروسوفت لتخزين كميات ضخمة من بيانات المكالمات الهاتفية الفلسطينية.

 

وتوضح الوثائق المسربة أن هذه البيانات استخدمت لتحديد أهداف القصف، وتنفيذ اعتقالات، وتبرير الهجمات في غزة والضفة الغربية.

 

أوضح التحقيق أن يوسي سارئيل، الذي تولى قيادة وحدة 8200، كان يهدف إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية. في إطار هذه الخطة، تم نقل كميات ضخمة من البيانات، بما في ذلك معلومات سرية، إلى منصة مايكروسوفت السحابية "Azure". هذا النقل للبيانات مكن الوحدة من إجراء مراقبة جماعية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

من جهتها، أكدت مايكروسوفت أنها لم تكن على علم بتفاصيل البيانات المخزنة، وأنه لا يوجد دليل على استخدام تقنياتها لاستهداف أو إيذاء المدنيين.

ورغم نفي مايكروسوفت علمها بتفاصيل استخدام البيانات أو استهداف المدنيين، يشير التحقيق إلى وجود تعاون وثيق بين موظفي الشركة في إسرائيل ووحدة 8200، بما في ذلك بناء بنية تحتية مخصصة لتخزين البيانات.

أثارت هذه الاكتشافات احتجاجات في هولندا، حيث نظم نشطاء مظاهرة على سطح مركز بيانات لمايكروسوفت في مدينة ميدنمير، احتجاجًا على استخدام خوادم الشركة لتخزين بيانات استخباراتية إسرائيلية. كما دعا أعضاء في البرلمان الهولندي إلى تحقيقات إضافية في هذا الشأن.

 

وحدة 8200 هي وحدة الاستخبارات التقنية في الجيش الإسرائيلي، وتعتبر الذراع الرقمي الرئيسي لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة الإلكترونية. تاريخياً، استخدمت الوحدة تقنيات متطورة للتجسس على أهداف في الخارج والداخل، بما في ذلك مراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنت.

استخدام تكنولوجيا مايكروسوفت السحابية يمثل تصعيدًا في نطاق المراقبة، حيث يمكن تخزين ومعالجة ملايين المكالمات والرسائل في الوقت نفسه، وتحليل البيانات لتحديد مواقع الأشخاص وسلوكهم اليومي، ما يفتح المجال أمام استهداف دقيق للأفراد والجماعات.

 

القضايا المتعلقة بالشركات الكبرى مثل مايكروسوفت تثير تساؤلات حول حدود المسؤولية الأخلاقية والقانونية عند التعاون مع أجهزة استخبارات، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين وخصوصيتهم، في ظل غياب تشريعات دولية واضحة تنظم استخدام البيانات السحابية لأغراض عسكرية.

تداعيات هذا التحقيق تشمل أيضًا ضغطًا شعبيًا وسياسيًا على شركات التكنولوجيا الكبرى في أوروبا، وتهديدات بزيادة التدقيق الحكومي على البنية التحتية الرقمية المستخدمة لتخزين بيانات استخباراتية حساسة.


وتتمتع شركة مايكروسوفت بتاريخ طويل من الاستثمارات والتعاون مع إسرائيل، يشمل مشاريع سرية وعلنية في مجالات البحث والتطوير والحوسبة السحابية والشرائح الإلكترونية.

 

في أواخر 2019 وبداية 2020، واجهت مايكروسوفت انتقادات واسعة بسبب استثماراتها في شركات إسرائيلية متخصصة في التعرف على الوجه والبرمجيات المستخدمة لمراقبة الفلسطينيين، مثل شركة "أني فيغن"، ما اضطر الشركة لاحقًا لسحب استثمارات بقيمة 75 مليون دولار بعد حملة دولية واسعة.

 

قبل عام ونصف تقريبًا، أسست مايكروسوفت مركزًا سريًا لتطوير الرقائق الإلكترونية في حيفا، داخل مركز البحث والتطوير التابع لها، بهدف دعم شبكات مراكز البيانات وخدمات السحابة الإلكترونية Azure.

 

يضم مركز حيفا نحو 2000 موظف، يعملون على تطوير واجهات وأجهزة مثل "Surface" وشرائح "SmartNIC" لتسريع نقل البيانات وتقليل العبء على وحدة المعالجة المركزية للخوادم.

 

اختيار إسرائيل كمركز لهذه المشاريع يعود إلى تفوقها التكنولوجي، لا سيما في مجال التجسس والرقمنة، ما يجعلها بيئة جاذبة للشركات العالمية مثل أمازون، غوغل، مارفيل، وسيسكو.

 

تاريخيًا، ارتبطت استثمارات مايكروسوفت في إسرائيل بملف حقوق الإنسان، حيث دعمت بعض المشاريع التي استخدمتها سلطات الاحتلال في مراقبة الفلسطينيين أو في أعمال عنف ضدهم، مما أثار انتقادات من منظمات حقوقية دولية.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10