وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هيرتسي هاليفي، انتقادات حادة لرئيس جهاز الموساد دافيد برنياع، متهماً إياه بسوء إدارة العمليات المتعلقة بإيران، بما في ذلك الكشف عن عمليات سرية. التصريحات، التي أدلى بها هاليفي خلال محادثات خاصة لم يُكشف عن هويات المشاركين فيها، تأتي وسط تصاعد التوترات داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية والخلافات المستمرة بين كبار المسؤولين الأمنيين.
ركزت انتقادات هاليفي على أسلوب تعامل برنياع مع الملف الإيراني، مشيراً إلى أن الأخير "لم يختر الاتجاهات الصحيحة" في إدارة التهديدات، بما في ذلك السماح بنشر مقاطع فيديو للعمليات التي نفذها الموساد داخل إيران. وأضاف هاليفي أن برنياع يسعى لتضخيم دوره الشخصي، وينسب لنفسه إنجازات كان الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عنها، معتبراً أسلوبه "يفتقر للروح الزملائية".
في يونيو الماضي، شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق استهدف كبار القادة العسكريين الإيرانيين، العلماء النوويين، ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرامج الصواريخ الباليستية، بهدف منع الجمهورية الإسلامية من تنفيذ ما وصفته إسرائيل بخطتها لتدمير الدولة العبرية. نفذت العملية القوات البرية بالتنسيق مع الموساد، فيما نشر الأخير لاحقاً لقطات نادرة للعمليات التي نفذها داخل إيران، وهو ما أثار جدلاً داخلياً بشأن الإفصاح العلني عن تفاصيل حساسة.
وتأتي تصريحات هاليفي في ظل تصاعد الخلاف العلني بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان الحالي إيال زامير، إذ شهدت الأيام الماضية مواجهات حول التعيينات القيادية في الجيش، واتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن التوصيات المتعلقة بالمرحلة المقبلة من الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك خطة السيطرة على مدينة غزة، التي عارضها زامير بينما أصرت الحكومة على المضي بها.
زعماء المؤسسة الأمنية أكدوا أن زامير تصرف بالشكل المناسب، رغم تصريحات كاتس التي حمّلته مسؤوليات "تثير الفتنة". يذكر أن زامير تولى منصبه خلفاً لهاليفي في مارس الماضي، فيما واجه رئيس الوزراء نتنياهو توترات متكررة مع قادة الأجهزة الأمنية منذ بداية الحرب على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
تصريحات هاليفي تكشف عن الانقسامات الداخلية داخل القيادة الإسرائيلية بين الجيش والموساد ووزارة الدفاع، وتسلط الضوء على توترات متزايدة تؤثر على إدارة العمليات العسكرية والاستراتيجية الإسرائيلية، خصوصاً فيما يتعلق بالتهديدات الإيرانية والحرب المستمرة في قطاع غزة. هذه الخلافات الداخلية قد يكون لها تأثير مباشر على اتخاذ القرارات المستقبلية ومتابعة الأهداف الأمنية والسياسية للكيان الإسرائيلي.