نتنياهو يتفاوض مع 5 دول لتهجير سكان غزة

غزة – وكالة أنباء آسيا

2025.08.14 - 09:36
Facebook Share
طباعة

أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إحياء الجدل حول ما يسميه بـ"الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة، في تصريحات جديدة تزامنت مع تسريبات إسرائيلية عن مفاوضات جارية مع عدة دول آسيوية وإفريقية لاستيعاب الغزيين، وسط إدانة عربية لمشاريع التهجير ورفضها باعتبارها مخالفة للقانون الدولي وحق العودة.

 

في مقابلة بثتها قناة "i24" الإسرائيلية مساء الأربعاء، قال نتنياهو إن "سكان غزة يخرجون بشكل بطيء، ولا أستطيع إعطاء أسماء الدول التي تقوم باستضافتهم"، مضيفًا أن "على الدول التي تبدي قلقها على الغزيين أن تفتح أبوابها لهم".
التصريحات تأتي في وقت يعيش فيه القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية جراء الحرب، وسط دمار واسع للبنية التحتية ونزوح مئات الآلاف.

مفاوضات مع إندونيسيا وأرض الصومال

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن مصادر مطلعة أكدت وجود تقدم في المفاوضات مع إندونيسيا وأرض الصومال (صوماليلاند) بشأن استقبال سكان غزة، مع الإشارة إلى أن المحادثات تشمل أيضًا أوغندا، جنوب السودان، وليبيا.
ورغم أن جنوب السودان وليبيا كانتا قد نفتا سابقًا الدخول في مثل هذه الترتيبات، فإن مصدرًا دبلوماسيًا كشف أن بعض الدول باتت أكثر انفتاحًا على فكرة استقبال الفلسطينيين مقارنة بالماضي، وإن كان أي اتفاق رسمي لم يُبرم حتى الآن.

خطة التهجير بين العلن والكواليس

خطة "الهجرة الطوعية" ليست جديدة؛ فقد سبق لنتنياهو ووزراء من ائتلافه الحكومي أن روجوا لها منذ الأشهر الأولى للحرب على غزة، بينما ألمح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ولايته إلى إمكانية نقل سكان القطاع إلى دول أخرى.
مصادر فلسطينية وإسرائيلية أكدت أن هذه الخطة تُناقش منذ سنوات في غرف مغلقة، وتستند إلى توفير ممرات خروج للفلسطينيين نحو دول ثالثة، مع تقديم دعم مالي لهذه الدول مقابل الاستيعاب.

الرفض العربي والمخاوف الدولية

واجهت الطروحات الإسرائيلية رفضًا عربيًا قاطعًا، إذ شددت الدول العربية في بيانات رسمية متكررة على التمسك بـ"حق العودة" للفلسطينيين إلى أرضهم، ورفض أي محاولات لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة عبر التهجير القسري أو المقنع.
كما عبّرت منظمات حقوقية دولية عن قلقها من أن تتحول "الهجرة الطوعية" إلى غطاء لعمليات تهجير قسري، محذرة من أن الظروف الإنسانية في غزة، بما فيها الحصار والدمار، تجعل خيار المغادرة أقرب إلى الإكراه منه إلى الإرادة الحرة.

من النكبة إلى اليوم

تثير الخطة مخاوف الفلسطينيين من تكرار سيناريو النكبة عام 1948، حين أجبر مئات الآلاف على مغادرة قراهم ومدنهم، ولم يُسمح لهم بالعودة رغم قرارات الأمم المتحدة.
ويرى محللون أن طرح التهجير اليوم ليس سوى امتداد لسياسات إسرائيلية طويلة الأمد تستهدف تقليص الوجود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وفتح المجال أمام مشاريع استيطانية وأمنية في المناطق المفرغة.

التهجير ضمن رؤية "إسرائيل الكبرى" ومشاريع الممرات الإقليمية

يرى محللون أن إعادة نتنياهو طرح ملف "الهجرة الطوعية" لا يمكن فصله عن تصوره الأوسع لما يسميه أنصاره بـ"إسرائيل الكبرى"، وهو مشروع جيوسياسي يمتد من البحر المتوسط إلى مناطق النفوذ الإسرائيلي شرقًا، ويهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السكانية والسياسية في المنطقة.

ويُعتقد أن تهجير سكان غزة – سواء بشكل مباشر أو عبر ضغوط إنسانية – قد يخدم في خلق فراغ جغرافي يسهل ضم أجزاء من القطاع أو تحويلها إلى مناطق أمنية وعسكرية تخدم الربط بين مشاريع الممرات الإقليمية التي تروج لها واشنطن وتل أبيب، مثل الممر البري بين إسرائيل ودول الخليج عبر الأردن والسعودية.

ويربط بعض الخبراء بين هذه الخطط وبين مساعي إسرائيل لتعزيز حضورها الاستراتيجي في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، حيث تأتي المفاوضات مع دول مثل أرض الصومال وأوغندا وجنوب السودان في سياق تأمين نقاط نفوذ جغرافية وبحرية تخدم مصالحها الاقتصادية والعسكرية على المدى البعيد.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7