توتر متصاعد شرق حلب وريف الرقة

سامر الخطيب

2025.08.14 - 06:57
Facebook Share
طباعة

 
تعيش مناطق شرق حلب وريف الرقة الشرقي حالة من الترقب الحذر، وسط مؤشرات متزايدة على تصعيد عسكري محتمل بين قوات الجيش وقوات سوريا الديمقراطية، في ظل تحركات عسكرية مكثفة وتعزيزات لافتة على خطوط التماس.


خلال الساعات الماضية، أرسلت فصائل السلطان سليمان شاه المعروفة باسم "العمشات"، وفرقة الحمزة أو "الحمزات"، تعزيزات كبيرة إلى مناطق المواجهة الممتدة من دير حافر في ريف حلب الشرقي حتى بلدة عكيريش بريف الرقة الشرقي. وشملت هذه التعزيزات عربات مدرعة، وآليات تحمل أسلحة متوسطة وثقيلة، انتشرت بشكل واسع على الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظتين.


في المقابل، رفعت قوات سوريا الديمقراطية مستوى جاهزيتها العسكرية، وعملت على تعزيز مواقعها الدفاعية على طول خطوط التماس. ويأتي ذلك وسط حالة من التوتر الميداني، حيث تشير التحركات المتبادلة إلى استعداد كل طرف لاحتمال وقوع تطورات مفاجئة قد تعيد إشعال المعارك في هذه المنطقة الحساسة.


التعزيزات الأخيرة توحي بأن الطرفين يستعدان لمرحلة جديدة قد تتجاوز حدود المناوشات المعتادة. ويرى مراقبون أن استمرار هذه التحركات قد يؤدي إلى خلط الأوراق ميدانيًا، خاصة في ظل وجود عوامل إقليمية ودولية قد تؤثر على مسار الأحداث، سواء من خلال الدعم العسكري أو عبر الضغوط السياسية.


ويخشى الأهالي في القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس أن يؤدي أي انفجار للوضع إلى موجة نزوح جديدة، خصوصًا أن العديد منهم سبق أن اضطروا للنزوح في جولات العنف السابقة. كما أن الوضع الإنساني في المنطقة هش، حيث تعاني من نقص في الخدمات الأساسية، ما يجعل أي تصعيد جديد أكثر خطورة على المدنيين.


في ظل هذه الأجواء، تظل المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات، بين تهدئة قد تفرضها تفاهمات ميدانية أو سياسية، وبين مواجهة عسكرية قد تشتعل في أي لحظة، ما يجعل الأيام القادمة حاسمة في رسم ملامح المشهد الميداني شرق حلب وريف الرقة الشرقي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4