شهد قطاع غزة اليوم الأربعاء موجة جديدة من القصف الإسرائيلي أسفرت عن مقتل 25 فلسطينياً كانوا في طريقهم للحصول على المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي واستئناف جهود محادثات وقف إطلاق النار.
حيث أفاد شهود عيان وعاملون في مستشفي ناصر والعودة، اللذين استقبلوا جثث القتلى، بأن الضحايا قُتلوا أثناء انتظارهم دخول قوافل المساعدات إلى مناطق محاصرة، ما يعكس تدهور الوضع الإنساني في القطاع واستمرار تعرض المدنيين للخطر أثناء محاولتهم الحصول على لقمة العيش.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، كابتن إيلا، أن رئيس الأركان إيال زامير صادق على الخطوط العريضة لهجوم جديد على غزة، مشددة على أهمية رفع جاهزية القوات واستدعاء قوات الاحتياط استعداداً للخطوات المقبلة. ويأتي هذا التصعيد في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية عزمها السيطرة على مدينة غزة بالكامل، بعد انسحاب جزئي من المدينة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، وهو ما أثار إدانات عربية ودولية واسعة بسبب المخاطر على المدنيين والبنية التحتية في القطاع.
أظهرت المصادر الطبية ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 61,722، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما تجاوز عدد الإصابات 154,525، مع استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض يصعب الوصول إليهم نتيجة القصف المستمر. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل إلى مستشفيات القطاع 123 شهيداً و437 مصاباً، بينهم 21 شهيداً و185 مصاباً من منتظري المساعدات، ليصل إجمالي ضحايا الحصول على المساعدات منذ بدء العدوان إلى 1,859 شهيداً و13,594 مصاباً.
إضافة إلى ذلك، سجلت المستشفيات خلال اليوم الماضي 8 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينها 3 أطفال، ليصل العدد الإجمالي للوفيات الناتجة عن نقص الغذاء منذ بداية العدوان إلى 235 حالة، بما في ذلك 106 أطفال، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل حاد وتأثير الحصار على السكان الأكثر ضعفا في غزة.
يتضح أن المدنيين في غزة يواجهون مخاطر مزدوجة، سواء من القصف المباشر أو من شح الموارد الأساسية والمساعدات الغذائية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض قيود على وصول المساعدات الإنسانية. وتستمر الجهود الدولية لمحاولة إحياء محادثات وقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة، إلا أن التصعيد الأخير يزيد من التحديات ويضع المدنيين في مواقف مأساوية، خصوصاً مع التركيز على السيطرة الكاملة على القطاع من قبل الجيش الإسرائيلي.
الأرقام والحقائق تشير إلى أن الوضع في غزة يتفاقم بشكل يومي، مع ارتفاع أعداد الشهداء والإصابات بين النساء والأطفال، وتفاقم أزمة الغذاء وسوء التغذية. كما يوضح التقرير أن المدنيين لا يزالون عرضة للخطر أثناء محاولتهم تأمين حياتهم اليومية، سواء بالحصول على المساعدات أو العيش تحت القصف المستمر، مما يزيد من الضغوط الإنسانية والدولية على إسرائيل لوقف التصعيد وتأمين وصول المساعدات الأساسية للفلسطينيين في القطاع.