ليبيا والهجرة: كيف تستغل روسيا حفتر لأوروبا؟

ليبيا _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.11 - 09:49
Facebook Share
طباعة

تشكل ليبيا بوابة رئيسية لتدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، ومع تصاعد الصراعات السياسية والعسكرية داخلها، تظهر روسيا كلاعب رئيسي يحاول استغلال الأزمة لصالحه الجيوسياسي.

الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه موسكو لقوات الشرق الليبي بقيادة خليفة حفتر يتجاوز مجرد تعزيز نفوذ إقليمي، ليصل إلى لعبة معقدة تستهدف تقويض استقرار الاتحاد الأوروبي عبر تدفقات الهجرة.

الرحلات الجوية المتزايدة بين بنغازي ومينسك، التي تديرها شركة "بيلافيا" البيلاروسية، لا تبدو عشوائية، بل جزء من خطة روسية لبناء شبكة نقل تسهل تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مع الاستعانة بحفتر كواجهة محلية. المراقبون يرون في ذلك تكرارًا للسياسة الروسية في شرق أوروبا، حيث استُخدمت الهجرة كسلاح غير تقليدي للضغط على دول الاتحاد الأوروبي.

على الصعيد العسكري، يوضح وصول شحنات الأسلحة والتدريب البيلاروسي إلى ليبيا وجود تنسيق روسي-بيلاروسي قوي لتعزيز قوة حفتر، مما يدعم مساعيه في السيطرة على ليبيا ويعزز قدرة موسكو على التأثير في ملف الهجرة.

في مواجهة هذا التحدي، تواجه أوروبا معضلة معقدة: كيفية التعامل مع تدفقات الهجرة المتزايدة دون تعزيز نفوذ القوى الخارجية التي تستغل هذه الأزمات لتحقيق أهدافها السياسية. الإجراءات الأوروبية، مثل تعليق طلبات اللجوء في اليونان، تعكس القلق المتصاعد، لكنها تثير انتقادات حقوقية وتطرح تساؤلات حول جدوى الحلول الأمنية فقط في مواجهة أزمة هجرة معقدة الجذور.

تستمر ليبيا، كمسرح لصراع متعدد الأبعاد، حيث تتقاطع الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية، وسط تلاعب القوى الكبرى بأزمة قد تكون مفتاحًا لإعادة تشكيل التوازنات في البحر المتوسط وأوروبا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2