بينما يغلق الحصار الجغرافي على غزة أبوابها، يبدو أن الحصار الرقمي يضيف طبقة جديدة من المعاناة، مع استمرار تقييد وصول الفلسطينيين إلى الموارد الأساسية والدعم عبر الشبكات الرقمية.
وفي ظل معاناة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الحليب والحفاضات لأطفالهم، أظهرت تحقيق صحيفة "الغارديان" البريطانية حذف حسابات فلسطينية بشكل متكرر من منصة "بلو سكاي Bluesky" للتواصل الاجتماعي، ما يعطل جهودهم في جمع التبرعات اللازمة للنازحين والأسر المحتاجة.
وفق تحقيق الغارديان يستخدم الفلسطينيون في غزة منصة "بلو سكاي" كنافذة حيوية للتواصل وطلب المساعدة، لكن أنظمة الحماية الآلية في المنصة تحذف أو تصنف حساباتهم كبريد مزعج (سبام)، مما يعيق قدرة هؤلاء السكان على توصيل رسائلهم الحيوية في وقت الأزمة.
نشطاء فلسطينيون شكلوا مجموعات تحقق غير رسمية لمحاولة التوثيق والتصدي لهذه الإجراءات، لكن حتى الآن لم تصدر إدارة "بلو سكاي" أي رد رسمي على هذه الاتهامات.
تكشف تقارير الأمم المتحدة عن تفاقم أزمة الغذاء والدواء في غزة، حيث توفي عشرات الأطفال جراء سوء التغذية ونقص الإمدادات الأساسية، ما يدفع السكان إلى البحث عن حلول عبر منصات التواصل الرقمية.
لم يصدر عن إدارة "بلو سكاي" أي تعليق رسمي على حذف الحسابات أو تصنيفها كرسائل مزعجة، في حين تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى مراجعة هذه السياسات وضرورة حماية حرية التعبير والإغاثة الإنسانية على الإنترنت.