أبو شباب: نموذج إدارة مستقل في جنوب غزة يتشكل

غزة- وكالة أنباء آسيا

2025.08.11 - 10:35
Facebook Share
طباعة

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة واستعدادات الاحتلال الإسرائيلي لمجزرة جديدة، برزت في أقصى جنوب القطاع قوة محلية تحت اسم ياسر أبو شباب، تقدم نفسها كبديل إداري وأمني يواجه سلطة حماس، مدعومة بمرافق خدمية وقوات شرطية، في تحرك يعكس صراعات داخلية معقدة ومكامن نفوذ تدعمها تل أبيب ضمن حسابات أمنية دقيقة.

 

أعلنت مجموعة ياسر أبو شباب، المسيطرة على مناطق شرق رفح، عن تشكيل قوة شرطية أمنية تهدف إلى فرض النظام الداخلي ومكافحة ما تصفه بالإرهاب المحلي، بالتوازي مع إطلاق مرافق خدمية تشمل مستشفى ومدرسة ومطبخًا جماعيًا وإسكانًا ومسجدًا، في إطار مشروع لإدارة مجتمعية مستقلة.

 

إلى جانب ذلك، أطلقت المجموعة حملة تجنيد موسعة، وشكلت لجانًا إدارية ومجتمعية، مطالبة بالاعتراف الدولي بإدارتها، وبإنشاء ممرات آمنة لنقل السكان إلى مناطق نفوذها، في محاولة لبناء نموذج "غزة الجديدة" بعيدًا عن سلطة حماس التي تعاني انقسامات داخلية وضغوطًا أمنية.


تأسست مجموعة ياسر أبو شباب على قاعدة دعم قبلي محلي، وهو ما يؤكد أبو شباب نفسه، في مقابل اتهامات متكررة من حماس وبعض المصادر بسرقة ونهب المساعدات الإنسانية.

 

ورغم نفي أبو شباب الرسمي لتعاونه مع الاحتلال، إلا أن مصادر عديدة تشير إلى وجود تنسيق ضمني بين مجموعته وقوات إسرائيلية، في إطار استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفتيت سلطة حماس من الداخل عبر دعم قوى محلية منافسة.

 

هذه العلاقة غير المعلنة تتيح لإسرائيل فرض نفوذ ضمن مناطق محددة في جنوب غزة، وتهدف إلى خلق توازنات أمنية تخدم مصالح الاحتلال بعيداً عن السيطرة الحماسية.



ويُعقد "الكابينت" الإسرائيلي جلسات مكثفة هذه الأيام، مع خطط تتجه نحو توسيع العمليات العسكرية في غزة، خاصة على محاور جنوب القطاع. في ظل هذه الاستعدادات، تستغل إسرائيل الواقع السياسي والأمني المتفكك في غزة لدعم أذرع محلية مثل مجموعة أبو شباب، التي تلعب دوراً في تثبيت مناطق نفوذ منفصلة عن حماس، مما يساهم في زيادة الانقسامات الداخلية، وفتح جبهات جديدة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. هذا الدعم يندرج ضمن حسابات إسرائيلية لتفتيت الجبهة الداخلية في غزة، وتقليل القدرات الموحدة للحركة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5