تتواصل التصعيدات العسكرية في شمال الضفة الغربية مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بقاء القوات الإسرائيلية داخل مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس حتى نهاية العام، وسط تصاعد التوترات الأمنية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة الفلسطينية المدعومة إقليمياً. تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة تل أبيب الرامية إلى ضبط الأمن والسيطرة على المناطق التي تشهد نشاطاً مكثفاً للمقاومة، ما يفتح ملف التحديات والآثار المحتملة على الساحة الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن قوات جيش الدفاع ستظل متواجدة في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية حتى نهاية العام على الأقل. وشدد كاتس على أن مخيمات جنين، طولكرم، ونور شمس تُعد بؤراً إرهابية تمولها وتسلحها إيران، وتهدد الأمن الإسرائيلي بجبهة جديدة.
وأشار كاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ خلال الأشهر الثمانية الماضية عمليات عسكرية مكثفة داخل هذه المخيمات، شملت إجلاء السكان، استهداف المسلحين، وتدمير البنية التحتية للجماعات المسلحة. وأكد أن وجود القوات في هذه المناطق سيستمر بهدف القضاء على الإرهاب هناك.
ويأتي هذا الإعلان في ظل استمرار العمليات العسكرية التي بدأت في يناير 2025، والتي تهدف إلى تقويض قوة الفصائل المسلحة في شمال الضفة الغربية، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية وتأثيرها على المدنيين في المنطقة.
قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالبقاء في مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية حتى نهاية العام يعكس توجهًا واضحًا لتكثيف السيطرة الأمنية في مناطق تشهد نشاطًا مكثفًا للفصائل المسلحة، خصوصًا تلك التي تربطها تل أبيب بدعم إيراني. هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى تحييد مصادر التهديد المباشرة، وتقليل قدرة الجماعات المسلحة على إعادة التنظيم والقيام بعمليات ضد إسرائيل.x.com/Jerusalem_Post/status/1954466116555731251
مع ذلك، يواجه هذا التمركز العسكري تحديات كبيرة، فالمخيمات تعتبر بيئات معقدة يعيش فيها عدد كبير من المدنيين، مما يصعّب التفريق بين الفاعلين العسكريين والمدنيين، ويزيد من احتمالات وقوع أضرار جانبية وتفاقم الاحتقان الشعبي. هذا الواقع قد يؤدي إلى ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية ضد الخطوات الإسرائيلية، ويُعقّد من فرص التهدئة والاستقرار على المدى الطويل.
من الناحية السياسية، استمرار العمليات العسكرية يسلط الضوء على الفشل المستمر في إيجاد حلول سياسية للنزاع، ويدفع نحو مزيد من التصعيد في غياب أفق واضح للحوار. كما يعكس التوترات الإقليمية، حيث تلعب إيران دورًا في دعم بعض الفصائل الفلسطينية، ما يحول هذه المناطق إلى ساحة صراع أوسع بين قوى إقليمية.
في نهاية المطاف، يبدو أن استمرار الوجود العسكري في مخيمات اللاجئين شمال الضفة يشكل ورقة ضغط إسرائيلية في إطار صراع أوسع، لكنه يحمل في طياته مخاطر توترات متزايدة قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.