تصعيد إسرائيلي داخلي مع تحرك لعائلات الأسرى
أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة عن تحرك واسع النطاق لتعطيل المرافق الاقتصادية في إسرائيل يوم 17 أغسطس/آب الجاري، في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط على الحكومة للإسراع في إنقاذ المحتجزين.
وجاء في بيان العائلات أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "اختارت مواصلة الحرب وتعميقها، ما يهدد حياة الأسرى ويترك جثامين القتلى دون استعادة". وأكد البيان أن الإضراب المرتقب سيشمل المرافق الحيوية والشركات الكبرى، في محاولة لشل الحركة الاقتصادية.
خلال احتجاج وسط تل أبيب، حذر المتظاهرون من أن استمرار العمليات العسكرية في غزة سيعرض حياة الأسرى للخطر المباشر. والدة الأسير متان تسنغاوكر وجهت رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو، قالت فيها: "إذا قُتل المختطفون سنلاحقك، وسنذكر الإسرائيليين يومياً بأنك فضلت قتلهم على إتمام صفقة تبادل".
المعارضة الإسرائيلية سارعت لدعم التحرك، حيث وصف زعيمها يائير لبيد الدعوة إلى إغلاق الاقتصاد بأنها "مبررة"، مشيراً إلى أن الأسرى محتجزون منذ 674 يوماً دون تحرك جاد من الحكومة. كما أعلن رئيس حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان انضمامه للاحتجاجات، داعياً الإسرائيليين للنزول إلى الشوارع.
لكن الضغوط على نتنياهو لا تأتي من المعارضة فقط، إذ يواجه انتقادات من حلفائه في اليمين المتطرف لعدم التقدم نحو "حسم عسكري كامل" في غزة. وهدد النائب تسفي سوكوت بالدعوة لانتخابات مبكرة إن لم تُعتمد "خطة حرب أكثر عدوانية".
وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش شن هجوماً على نتنياهو بعد إقرار خطة "احتلال غزة" التدريجية، معتبراً أنها لا تهدف للحسم بل لمقايضات جزئية مع حماس، داعياً إلى عملية عسكرية واسعة وإعادة الاستيطان في القطاع.
تقدّر السلطات الإسرائيلية أن عدد الأسرى في غزة يبلغ نحو 50 شخصاً، بينهم 20 على قيد الحياة، فيما يقبع أكثر من 10,800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وسط تقارير حقوقية عن التعذيب والإهمال الطبي.
في المقابل، تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 87% من مساحة قطاع غزة باتت تحت الاحتلال أو أوامر الإخلاء، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية كارثية لأي تصعيد عسكري جديد. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل عمليات عسكرية واسعة أسفرت عن مقتل أكثر من 61,369 فلسطينياً وإصابة 152,862 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ومجاعة متفاقمة.
