واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، حيث شهدت الليلة الماضية سلسلة اقتحامات وعمليات قمع طالت عدة مدن وبلدات، تخللتها إصابات واعتقالات وأضرار جسيمة في الممتلكات والأراضي الزراعية.
في أريحا، أصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة في الجزء العلوي من جسده برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام أحياء وشوارع المدينة، ونقل إلى مستشفى أريحا الحكومي حيث وُصفت حالته بالحرجة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قصرة جنوب نابلس، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز على المواطنين، قبل أن تعتقل طفلين شقيقين وتنسحب من المنطقة. وفي سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، وجابت شوارعها بآليات عسكرية دون تسجيل اعتقالات، كما اقتحمت قرية الناقورة وفتشت عددا من المنازل.
في الخليل، اقتحم عشرات المستوطنين البلدة القديمة تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال، في إطار جولات أسبوعية يصفها السكان بالاستفزازية، تزامنا مع فرض إغلاق على الفلسطينيين. كما اعتدى المستوطنون على أراضٍ زراعية في منطقة شعب التوانة بمسافر يطا، حيث أطلقوا أغنامهم بين الأشجار المثمرة لإتلاف المحاصيل، ما دفع الأهالي للتصدي لهم وطردهم.
وامتدت اعتداءات المستوطنين إلى قريتي رمّون ودير جرير قرب رام الله، حيث أطلقوا الرصاص وأضرموا النيران في أراضٍ زراعية محيطة بمنازل الفلسطينيين، فيما تدخل جيش الاحتلال لتأمين الحماية لهم وأطلق قنابل مضيئة زادت من اشتعال الحرائق، ما ألحق أضرارا مادية واسعة. وقد اندلعت مواجهات مع الأهالي الذين حاولوا التصدي للهجوم.
وبحسب تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون خلال يوليو/تموز الماضي 466 اعتداء في الضفة الغربية، أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين وتهجير قسري لتجمعين بدويين يضمان 50 عائلة.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق موازٍ للحرب المستمرة على قطاع غزة، حيث أسفرت عمليات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن استشهاد ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وإصابة نحو سبعة آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500 مواطن.