عشرات الشهداء في مجازر إسرائيلية بغزة والمقاومة ترد بالقصف
استيقظ قطاع غزة اليوم على يوم جديد من الدماء والمآسي، بعدما ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة مجازر راح ضحيتها ما لا يقل عن 48 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة، بينهم نساء وأطفال، في قصف استهدف أحياء سكنية ومناطق لتجمع المدنيين.
وأفادت مصادر طبية أن إحدى أكثر الحوادث دموية وقعت قرب منطقة زيكيم شمالي القطاع، حيث استهدفت قوات الاحتلال فلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد تسعة أشخاص وإصابة نحو 180 آخرين، بعضهم في حالة حرجة بعد تعرضهم لإصابات مباشرة في الرأس والصدر.
في موازاة ذلك، تتواصل كارثة التجويع التي يعانيها سكان القطاع منذ أشهر، إذ ارتفع عدد الشهداء جراء المجاعة وسوء التغذية إلى 212 شخصا، بينهم 98 طفلا، بحسب وزارة الصحة في غزة. وحذرت الوزارة من أن ما دخل القطاع من مساعدات في الأيام الماضية لا يتجاوز 5% من الاحتياجات الأساسية، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي مأساة مؤلمة أخرى، استشهد الطفل مهند زكريا عيد في مخيم النصيرات وسط القطاع، إثر سقوط صندوق مساعدات عليه، ليرتفع عدد ضحايا عمليات إسقاط المساعدات جوا منذ بدء الحرب إلى 23 شهيدا. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن “هندسة التجويع” وفرض الفوضى، مطالبا بإدخال المساعدات عبر المعابر البرية بشكل آمن وكاف.
ميدانيا، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قصف موقع قيادة وسيطرة إسرائيلي على تلة الصوراني في حي التفاح شرق غزة بعدد من قذائف الهاون، فيما بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد لإطلاق صاروخ من طراز "قدس-3" باتجاه مستوطنة نيرعام في غلاف غزة، ردا على اقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت أقرت فيه الحكومة الإسرائيلية خطة تدريجية لاحتلال قطاع غزة بالكامل، تبدأ بتهجير نحو مليون مواطن من مدينة غزة نحو الجنوب ثم تطويق المدينة، وهو ما وصفته حركة حماس بـ"المغامرة الإجرامية" التي ستكلف الاحتلال أثمانا باهظة وتبوء بالفشل، بينما أكدت حركة الجهاد الإسلامي مواصلة القتال إلى جانب جميع قوى المقاومة دفاعا عن الشعب الفلسطيني.
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا وصفتها تقارير فلسطينية ودولية بـ"الإبادة الجماعية"، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 152 ألفا، فضلا عن تشريد سكان القطاع جميعهم تقريبا، وسط دمار غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية ودعم أميركي كامل للعدوان.
