تستعد الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، للمصادقة على خطة تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط، في خطوة ترافقها مصادقة سابقة على خطة لاحتلال قطاع غزة، وسط خلافات غير مسبوقة داخل القيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فيما يواصل الوسطاء الدوليون جهودهم لتجنب التصعيد والتوصل إلى اتفاق جديد.
انتقادات داخلية واتهامات بـ"الفخ الإستراتيجي"
القناة 13 الإسرائيلية كشفت أن الخطة العسكرية تشمل توسيع العمليات البرية باستخدام نيران كثيفة و"قضم" أحياء مدينة غزة، إلا أن كبار الضباط وجّهوا انتقادات لاذعة للعملية المرتقبة، معتبرين أنها عالقة مثل "عربة تغوص في الرمال"، وفق تعبير القناة 12.
صحيفة يديعوت أحرونوت أوضحت أن قادة الأجهزة الأمنية رفضوا بالإجماع خطة الاحتلال خلال اجتماع استمر 10 ساعات لمجلس الوزراء الأمني، مشيرة إلى أن رئيس الأركان إيال زامير وصفها بـ"الفخ الإستراتيجي" الذي سيستنزف الجيش لسنوات ويعرّض حياة الأسرى للخطر.
رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بدوره، رفض المضي في الخطة دون محاولة إنقاذ ما لا يقل عن 10 أسرى إسرائيليين، مؤكدا أن وقف إطلاق النار قد يفتح نافذة للتوصل إلى اتفاق بشأنهم.
أزمة قوى بشرية واحتياط منهك
صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن نقص القوى العاملة يشكل عقبة أساسية أمام السيطرة على غزة، وأن التقدم السريع يتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود. وأشارت إلى أن جنود احتياط هددوا بعدم العودة للقتال إذا استدعوا مجددًا، بسبب الإرهاق وطول أمد الحرب.
ضغوط دولية ومسار تفاوضي محتمل
هيئة البث الإسرائيلية وقناة "كان" ذكرتا أن واشنطن والوسطاء، بينهم قطر ومصر، يمارسون ضغوطا على إسرائيل وحركة حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير أن تنفيذ العملية العسكرية لن يكون فوريًا، وأن الجدول الزمني ما زال مفتوحًا لإعطاء فرصة للمسار الدبلوماسي.
في المقابل، نددت عدة دول ومنظمات بخطة الاحتلال، بينما قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن القرار "متروك لإسرائيل"، في تصريح اعتبره مراقبون ضوءًا أخضر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتستمر هذه التطورات بينما تدخل حرب غزة شهرها الثالث والعشرين، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل القصف المستمر، الحصار، وسياسة التجويع التي طالت مئات آلاف المدنيين.