أثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية جدلاً واسعاً في سوريا، بعد أن أظهر سيارة خاصة وهي تتحرك داخل باحة الجامع الأموي الكبير في دمشق، في مشهد وصفه كثير من المعلقين بأنه "غير مألوف" و"مسيء لحرمة المكان".
صاحب الفيديو يوضح: "المشهد مجتزأ"
عبد الله ق.، صاحب التسجيل، قال إن المقطع المنتشر "مجتزأ من سياقه" ولا يعكس حقيقة ما جرى، مؤكداً أنه كان في مهمة تطوعية لنقل كمية من المصاحف من الجامع الأموي إلى ثلاثة مساجد في قرية العبادة بمنطقة دوما بريف دمشق.
وبحسب روايته، فإنه وصل إلى الجامع الأموي لإتمام المهمة بعد أن حصل على موافقة القائمين على المكان بإدخال سيارته لتسهيل تحميل الكميات الكبيرة من المصاحف، خاصة مع غياب طرق أخرى لنقلها بشكل سريع. وأوضح أنه أرسل التسجيل الكامل للحادثة، الذي يمتد لنحو 10 دقائق، ويُظهر عملية التحميل ثم مغادرة المكان مباشرة، وأن المقطع المتداول تم اقتطاعه من المنتصف، ما جعل المشهد يبدو وكأنه دخول عشوائي أو غير مبرر.
كما نفى عبد الله أن يكون هو من نشر الفيديو على المنصات العامة، قائلاً إنه أرسله فقط لأقاربه، ولم يكن يتوقع أن يتحول إلى قضية رأي عام.
إدارة الجامع الأموي: السماح بالدخول "للضرورة فقط"
إدارة الجامع الأموي أصدرت بياناً أوضحت فيه أن دخول المركبات إلى باحة الجامع يتم حصراً عند الضرورة، ولأغراض العمل مثل الصيانة أو تحميل البضائع، وبعد الحصول على موافقة رسمية. وأشارت إلى أن ما حدث جاء ضمن عملية توزيع 20 ألف نسخة من المصحف الشريف، وأن الشخص المذكور طُلب منه الدخول بسيارته لتحميل النسخ بسبب نقص العمال، على أن يغادر مباشرة.
لكن الإدارة انتقدت ما وصفته بـ"التصوير الاستفزازي" ونشر المقطع بطريقة لا تعكس حقيقة الموقف، معتبرة أن الأمر لا يليق بمقام بيوت الله.
وزارة الأوقاف: إجراءات بحق المتسببين
وزارة الأوقاف السورية أصدرت بياناً أكدت فيه أن الموظفين الذين سمحوا بدخول السيارة تصرفوا دون إذن من إدارة الجامع، وأن صاحب السيارة قام لاحقاً بالتجول داخل الباحة وتصوير المقطع "بشكل لا يتماشى مع حرمة المسجد". وأعلنت الوزارة محاسبة الموظفين المتورطين، ومخاطبة الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب الفيديو، مؤكدة حرصها على صون حرمة الجامع الأموي ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وبين نفي صاحب الفيديو، وتأكيد الأوقاف على وقوع تجاوزات في طريقة التصوير والدخول، يبقى الجدل محتدماً بين من يرى الحادثة خطأ إدارياً يمكن تجاوزه، ومن يعتبرها إساءة واضحة لمكانة أحد أهم المعالم الدينية والتاريخية في سوريا.