توغلات إسرائيلية جديدة في ريف القنيطرة جنوبي سوريا

وكالة أنباء آسيا

2025.08.09 - 01:01
Facebook Share
طباعة

 في تصعيدٍ جديد ضمن مسلسل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية، شهد ريف القنيطرة جنوبي سوريا، اليوم السبت، توغلات جديدة لقوات الاحتلال في ثلاث مناطق مختلفة، شملت عمليات تفتيش للمنازل والأراضي الزراعية، مما يعكس سياسة الاحتلال الهادفة إلى فرض السيطرة الأمنية والسياسية على المنطقة، وسط غياب أي رادع دولي حقيقي.


تفاصيل التوغل الإسرائيلي
وفق مراسلين محليين، اقتحم رتل عسكري إسرائيلي مكون من عشر سيارات منطقة رويحينة باتجاه قرية رسم الحلبي، وسط إجراءات أمنية مشددة. في الوقت نفسه، توغلت خمس آليات عسكرية تابعة للاحتلال داخل قرية الرفيد، التي تقع في قلب ريف القنيطرة الجنوبي، ما أثار قلق السكان المحليين الذين يعيشون حالة من التوتر المستمر بسبب هذه العمليات المتكررة.


كما نفذت قوات الاحتلال عملية تفتيش واسعة داخل بلدة كودنا، بالقرب من مزرعة العجارفة المحاذية، شملت منازل وأراضٍ زراعية، فيما لم تُسجل أي حالات اعتقال، لكن ذلك لا يقلل من حجم الانتهاك الذي يمثله اقتحام الخصوصيات وسلب الأمن المحلي.


يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي دفع بعشرة سيارات دفع رباعي محملة بالجنود من قاعدة تل أحمر باتجاه طريق بريقة - كودنا، قرب خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل، وهو ما يعكس استمرار توغل الاحتلال في هذه المنطقة الحساسة.


سياسة الحواجز والتدقيق الأمني
اقامت قوات الاحتلال حاجزاً أمنياً في سرية تعرف باسم "السوس"، حيث شرعت في تفتيش دقيق للبطاقات الشخصية للمارة، في خطوة تهدف إلى ترهيب السكان والتضييق عليهم، رغم غياب أي مبررات واضحة لهذا الإجراء، وهو ما يشكل اعتداءً مباشراً على حرية التنقل والحقوق الأساسية للمواطنين السوريين.


استمرار الاحتلال وخرقه للسيادة السورية
لم تقتصر تحركات الاحتلال على التوغلات البرية فقط، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة بطائرة مسيرة مقر الأمن الداخلي في محافظة القنيطرة، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة دون إعلان أعداد الضحايا، في إشارة واضحة إلى استمرار سياسة التصعيد والعدوان.


يأتي هذا فيما لا تزال إسرائيل تسيطر على جبل الشيخ السوري، أبعد نقطة عن حدودها داخل الأراضي السورية، منذ سبعة أشهر. كما تحتل منطقة عازلة بعرض 15 كيلومتراً في بعض المناطق جنوب سوريا، وتفرض سيطرتها على أكثر من 40 ألف مدني سوري داخل هذه المنطقة المحتلة، في خرق صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.


ممارسات عدوانية مستمرة رغم سقوط النظام
رغم سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لا تزال سياسة الاحتلال الإسرائيلي تنتهج توغلات متكررة داخل الأراضي السورية، مع شن غارات جوية تدميرية تستهدف المدنيين ومواقع الجيش السوري، وتُسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتدمير أسلحة ومعدات عسكرية، في انتهاك واضح لسيادة سوريا واستقلالها.


الاحتلال الإسرائيلي بين التوسع والسيطرة
تكرار التوغلات الإسرائيلية في ريف القنيطرة يعكس رغبة الاحتلال في فرض واقع جديد على الأرض، يستهدف تفتيت النسيج السوري وزعزعة الأمن والاستقرار، عبر توسيع مناطق نفوذه وتحويلها إلى مناطق عسكرية خاضعة لسيطرته المباشرة.


الاحتلال الإسرائيلي يستغل حالة الانقسام وعدم الاستقرار السياسي في سوريا للتمدد على حساب السيادة الوطنية، مستغلاً ضعف الرد الدولي الرسمي، ما يبرز ضرورة إعادة تفعيل الموقف العربي والدولي لدعم السيادة السورية ومنع المزيد من الانتهاكات.


إن هذه الممارسات ليست مجرد تحركات عسكرية عابرة، بل تشكل جزءاً من مخطط أوسع يهدف إلى تغيير الجغرافيا السياسية في المنطقة، وتهديد أمن سوريا وسلامة شعبها. وعليه، فإن مواجهة هذا التمدد تتطلب استنهاض كافة القوى الوطنية والشعبية من أجل حماية الأرض والكرامة، ووقف التوغل الإسرائيلي الذي يهدد مستقبل سوريا ووحدتها.


خلاصة
التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية في ريف القنيطرة تعكس حالة احتلال مستمر ومتصاعد، تنتهك فيها حقوق السوريين وحرياتهم، وتُعرّض أمن المنطقة للخطر. ما يحدث هو دليل على أن الاحتلال لا يتوانى عن فرض هيمنته بالقوة، مهما كانت التكلفة، وأن الصمت الدولي هو عامل تمكين له. أمام هذا الواقع، تظل سوريا بحاجة إلى دعم حقيقي يعزز سيادتها ويوقف العدوان الإسرائيلي المستمر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3