تصعيد لوجستي وعسكري في قاعدة قسرك

سامر الخطيب

2025.08.09 - 10:55
Facebook Share
طباعة

 تشهد قاعدة قسرك الواقعة في شمال شرق سوريا نشاطاً متزايداً وعمليات توسعة ملحوظة منذ نحو شهرين، في خطوة تعكس توجه التحالف الدولي نحو تعزيز وجوده العسكري واللوجستي في المنطقة. هذه القاعدة، التي تُعد من أبرز النقاط الاستراتيجية في خريطة انتشار التحالف، تتحول تدريجياً إلى مركز دعم رئيسي لعمليات القوات الدولية شرق البلاد.


مصادر ميدانية أشارت إلى أن أعمال التوسعة شملت جلب تعزيزات عسكرية ومعدات لوجستية بشكل شبه يومي، تُنقل من قواعد أخرى تابعة للتحالف في شمال وشرق سوريا. هذه التحركات تعكس حجم الرهان على قاعدة قسرك كمحور أساسي لإدارة العمليات ومتابعة التطورات الأمنية في المنطقة.


التحديثات الأخيرة لا تقتصر على البنية التحتية، بل تمتد إلى مشاريع ذات طابع استراتيجي، من بينها ما يتردد عن إنشاء مطار عسكري جديد داخل القاعدة أو في محيطها القريب. الهدف من المشروع، وفق التقديرات، هو رفع قدرة التحالف على المناورة الجوية، وضمان سرعة الإمداد والدعم في حال وقوع أي تصعيد ميداني أو أمني.


في السياق نفسه، رُصدت حركة طيران مكثفة فوق أجواء القاعدة والمناطق المجاورة خلال الساعات الماضية، بما يشمل طلعات استطلاع وتحليق مستمر لطائرات شحن وإمداد. هذا النشاط الجوي يعكس ديناميكية العمليات الجارية ويؤكد أن التوسعة ليست مجرد إجراء روتيني، بل جزء من خطة متكاملة لتعزيز السيطرة والجاهزية.


تأتي هذه الخطوات في وقت تتسم فيه الأوضاع الأمنية شمال وشرق سوريا بعدم الاستقرار، نتيجة تعدد الأطراف الفاعلة وتداخل المصالح الإقليمية والدولية. وتشير المعطيات إلى أن التحالف الدولي يسعى من خلال هذه التوسعات إلى تثبيت قواعد ارتكاز قوية، تتيح له سرعة التدخل والتحرك على مختلف المحاور، سواء في مواجهة تهديدات تنظيمات متطرفة أو التعامل مع أي طارئ أمني.


التحالف، الذي يقوده الجانب الأمريكي، يدرك أن المنطقة لا تزال تمثل مسرحاً مفتوحاً للتوترات، وأن السيطرة على نقاط استراتيجية مثل قسرك تمنحه أسبقية في إدارة الميدان. ومع استمرار تدفق التعزيزات والمعدات، تتزايد المؤشرات على أن التحالف يعد العدة لمرحلة قد تتطلب حضورا أكبر وتدخلاً أسرع مما هو قائم حالياً.


اللافت أن هذه التطورات تأتي وسط صمت رسمي نسبي، سواء من جانب التحالف أو القوى المحلية، في حين تتداول الأوساط الإعلامية والميدانية تقديرات حول المدى الذي قد تصل إليه هذه التوسعات، وما إذا كانت مقدمة لتغييرات أوسع في خريطة الانتشار العسكري شرق الفرات.


وفي ظل غياب مؤشرات على تهدئة شاملة للأوضاع، يبدو أن قاعدة قسرك تتجه لتصبح نقطة محورية في الاستراتيجية العسكرية للتحالف الدولي في سوريا، ليس فقط كموقع عملياتي، بل كبنية متكاملة قادرة على دعم وإدارة مختلف أشكال التحرك الميداني في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10