في كواليس السياسة الدولية، حيث تُعقد الصفقات وتُدار الأزمات من خلف الستار، تكشف مصادر أمريكية عن مكالمة هاتفية سرية جرت مؤخرًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان مسرحها قطاع غزة، وضحاياها أطفال يتضورون جوعًا.
بحسب ما نقلته شبكة NBC الأمريكية، جاءت هذه المكالمة بطلب مباشر وسري من نتنياهو، عقب تصريحات مفاجئة أدلى بها ترامب خلال زيارته إلى أسكتلندا، تحدث فيها عن "مجاعة حقيقية تضرب غزة"، لم يتأخر الرد من تل أبيب، حيث سارع نتنياهو إلى طلب مكالمة لاحتواء ما بدا وكأنه خروج عن السردية الإسرائيلية الرسمية.
وفق ما نقلته الشبكة عن مسؤول أمريكي، حاول نتنياهو تهدئة الرئيس الجمهوري المثير للجدل، نافياً وجود مجاعة في غزة، لكن الرد جاء صادمًا. ترامب – المعروف بنفاد صبره – قاطع حديث نتنياهو وصرخ غاضبًا: "لا أريد أن أسمع أن المجاعة في غزة مزيفة!". وأضاف أنه اطّلع على أدلة صادمة من فريقه تؤكّد أن الكارثة الإنسانية حقيقية ولا يمكن إنكارها.
المصدر نفسه أكد أن ترامب أبلغ نتنياهو بأنه اطّلع على تقارير من مساعديه تحتوي على أدلة واضحة بشأن حجم الكارثة، وأن الأطفال في غزة "يتضورون جوعًا فعلاً".
لكن خلف هذا الاشتباك اللفظي، تتكشف مفارقة لافتة: فبينما كانت تل أبيب تحاول الترويج لرواية تنكر حجم الكارثة، كانت واشنطن نفسها، بحسب مسؤولين سابقين، تقرّ ضمنيًا بمسؤوليتها عن تفاقم الأوضاع، عبر ما يُعرف بـ"صندوق غزة الإنساني" الذي لم ينجح في منع الانهيار، بل ربما فشل في إدارة الأزمة.
هذه التسريبات تأتي في توقيت بالغ الحساسية، إذ وافقت الحكومة الإسرائيلية – في الساعات الأولى من صباح الجمعة – على خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، وسط اعتراضات صريحة من قبل رئيس أركان الجيش إيال زامير، الذي حذر من تداعيات كارثية على كافة الأصعدة.