"قرار احتلال غزة كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة"، هكذا وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على خطة احتلال القطاع، محذرًا من عواقب وخيمة سياسية وعسكرية واقتصادية.
وأضاف: "في تناقض تام مع رأي الجيش والأمن، ودون مراعاة لاستنزاف القوات، جر بن غفير وسموتريتش نتنياهو إلى مغامرة خطيرة ستستمر لأشهر طويلة".
تحذيرات لابيد جاءت بعد ساعات من إعلان الحكومة الإسرائيلية، فجر الجمعة، موافقتها على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال غزة، عقب اجتماع مطوّل استمر لأكثر من عشر ساعات.
وفي ظل حرب مستمرة منذ قرابة العام، اتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوة جديدة نحو التصعيد، بقرارها احتلال قطاع غزة بالكامل، هذه الخطوة المثيرة للجدل، التي قادها جناح اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحاكم، أثارت مخاوف واسعة لدى الأوساط السياسية والأمنية، وسط تحذيرات من عدم وجود خطة واضحة لما بعد العملية.
فمنذ بداية الحرب، تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية متزايدة بفعل طول أمد المواجهة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع ثقة الشارع في القيادة السياسية. وفي هذا السياق، اعتُبر القرار محاولة للهروب إلى الأمام، دون حساب واقعي لتكلفته أو جدواه.
وفي تصريحاته اعتبر لابيد أن الاحتلال سيقود إلى مقتل عدد كبير من الجنود، ويهدد حياة الرهائن، إضافة إلى كونه عبئًا اقتصاديًا ضخمًا على كاهل المواطن الإسرائيلي. وأضاف: "هذا ما أرادته حماس تمامًا، أن تُسحب إسرائيل إلى مستنقع بري بلا هدف واضح، في عملية احتلال طويلة الأمد، لا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي".
ورأى لابيد أن الحكومة الحالية تقود البلاد نحو انهيار سياسي داخلي، محذرًا من أنها تجاهلت التحذيرات الأمنية والعسكرية، وارتكبت خطأ استراتيجيًا فادحًا سيدفع ثمنه الجميع.
وتزامنًا مع القرار، كشفت تقارير أمريكية، منها تقرير لقناة "NBC News"، أن صورًا حديثة من الأقمار الصناعية أظهرت تحركات عسكرية وتعزيزات إسرائيلية كبيرة قرب حدود غزة، وتشير هذه التحركات إلى استعدادات ميدانية لعملية واسعة النطاق، رغم الغموض المحيط بالأهداف الاستراتيجية للعملية.