القدس – وكالة أنباء آسيا
بعد مداولات استمرت عشر ساعات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة 8 أغسطس 2025، على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، فيما تُعرف داخل أروقة الحكم بـ"المبادئ الخمسة" لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
المبادئ الخمسة لخطة نتنياهو
تتضمن الخطة: نزع سلاح حركة حماس، استعادة جميع الأسرى أحياء أو أموات، تجريد غزة من أي قدرات قتالية، فرض سيطرة أمنية إسرائيلية دائمة، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لا تتبع لا حماس ولا السلطة الفلسطينية. ورغم أن الصيغة الرسمية تتجنب استخدام مصطلح "الاحتلال" واستبداله بـ"السيطرة"، فإن مصادر لصحيفة يديعوت أحرونوت تؤكد أن الهدف الفعلي هو الاحتلال العسكري الكامل.
الاجتماع شهد خلافات حادة؛ حيث اعترض رئيس الأركان إيال زامير على الخطة محذرًا من استحالة تنفيذ "حل إنساني" لإجلاء مليون مدني من شمال القطاع، ومشككًا في جدوى الإبقاء على هدف استعادة الأسرى ضمن أولويات الحرب. كما عارض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الخطة لعدم تضمينها شرط مواصلة القتال حتى بعد أي صفقة تبادل.
من نوايا معلنة إلى خطة مكتملة
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 عقب عملية "طوفان الأقصى"، أعلن نتنياهو أن هدفه النهائي هو إسقاط حكم حماس وإعادة تشكيل المشهد في غزة بما يضمن السيطرة الأمنية الإسرائيلية. وخلال العامين الماضيين، نفذ الجيش عمليات توغل متكررة في مناطق استراتيجية، أبرزها محاور الشمال ومخيمات اللاجئين، إلى جانب فرض حصار شامل أدى لانهيار البنى التحتية.
وبحسب فوكس نيوز، بدأت ملامح الخطة تتبلور منذ أوائل 2024، حين وجّه نتنياهو الجيش لإعداد سيناريوهات "اليوم التالي" تشمل إدارة عسكرية مؤقتة تليها إقامة سلطة مدنية موالية لتل أبيب. إلا أن المؤسسة العسكرية حذرت مرارًا من أن الاحتلال الدائم سيحوّل غزة إلى "مستنقع أمني" مشابه للبنان في ثمانينيات القرن الماضي.
وفي مارس 2024 شهد تقديم الجيش عدة سيناريوهات، بينها الاحتلال الشامل، لكن هيئة الأركان حذرت من المخاطر الأمنية والبشرية. ومع ذلك، واصل نتنياهو الدفع باتجاه السيطرة الكاملة، مؤكدًا في يونيو 2024 أن غزة "لن تعود كما كانت"، وأن أي سلطة مستقبلية يجب أن تعمل وفق التنسيق الكامل مع إسرائيل.
ومع دخول سبتمبر 2024، تصاعدت الخلافات بين نتنياهو وقيادة الجيش حول أولوية استعادة الأسرى أو استكمال العمليات العسكرية، قبل أن يكشف يناير 2025 عن بدء صياغة "المبادئ الخمسة" التي تحدد إطار الخطة. وفي يونيو 2025، ازدادت الضغوط السياسية من وزراء اليمين للمضي نحو الحسم النهائي، وصولًا إلى إقرارها رسميًا في 8 أغسطس 2025.