مع تصاعد الأوضاع الميدانية المعقدة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتصعيد في الضفة الغربية والقدس، بدأت القيادة الفلسطينية خطوات عملية نحو إعادة بناء النظام السياسي، عبر إطلاق أعمال اللجنة التحضيرية لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، في اجتماع تأسيسي عُقد في مدينة رام الله، بمقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
الاجتماع، الذي انعقد يوم الخميس 7 أغسطس 2025، ترأسه روحي فتوح، وشهد إلقاء الكلمة الافتتاحية من قبل نائب رئيس دولة فلسطين، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، نيابة عن الرئيس محمود عباس. وتناولت الكلمة مستجدات المرحلة، مؤكدًا أن الأولوية الوطنية في الوقت الراهن هي وقف العدوان، وتقديم الإغاثة للمدنيين، والعمل على انسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية.
كما عرض الشيخ توجهات القيادة السياسية، وفي مقدمتها المشاركة المرتقبة للرئيس عباس في مؤتمر "حل الدولتين" المزمع عقده في نيويورك يوم 22 سبتمبر المقبل، إلى جانب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيقدّم رؤية سياسية شاملة تستند إلى الاعتراف الدولي المتنامي بدولة فلسطين، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 19/67 الصادر عام 2012.
وأكدت اللجنة أن التحضير لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يشمل خطوات تنفيذية أبرزها:
إجراء الانتخابات بعد وقف الحرب ومنح غزة فترة تعافٍ لا تقل عن عام.
إطلاق حوار وطني واسع مع كافة القوى السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة.
تفعيل لجنة الحوار الوطني المنبثقة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
إجراء الانتخابات استنادًا لقانون المجلس الوطني الفلسطيني المصادق عليه رسميًا.
تشكيل لجان متخصصة منبثقة عن اللجنة التحضيرية لإنجاز المهام المطلوبة.
التنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية لتحديث السجل الانتخابي في الداخل، وإنشاء سجل للناخبين في الشتات بالتعاون مع السفارات الفلسطينية ووزارة الخارجية.
الطلب من الجهاز المركزي للإحصاء تزويد اللجنة بكافة البيانات السكانية ذات الصلة.
إبقاء باب الانضمام مفتوحًا أمام فصائل منظمة التحرير غير المشاركة حتى الآن.
بقاء اللجنة في حالة انعقاد دائم حتى استكمال مهامها.
يمثل هذا الاجتماع خطوة أولى باتجاه إعادة تفعيل المؤسسة الوطنية الجامعة، وتأسيس مرحلة جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية، ترتكز على الشراكة، وتستجيب للمتغيرات الميدانية والسياسية، الداخلية والدولية.