تُعقد يوم الجمعة في مدينة الحسكة فعالية سياسية دعا إليها مسؤولو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، تحت عنوان "كونفرانس وحدة موقف مكونات شمال شرقي سوريا"، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من مختلف المكونات في مناطق شمال وشرق البلاد.
التحضيرات لهذا المؤتمر جاءت بعد سلسلة اجتماعات نظمتها "قسد" مع وجهاء العشائر وممثلين عن فعاليات مجتمعية في محافظتي الرقة ودير الزور، بهدف عرض رؤيتها لمشروع "الإدارة الذاتية" وتوسيع التأييد الشعبي لمطلب الحكم اللامركزي.
تحرك سياسي بإشراف قسد
المؤتمر يندرج ضمن مسار تعمل عليه "قسد" لتسويق نموذج الحكم اللامركزي كصيغة بديلة عن الدولة المركزية. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هدف المؤتمر هو تقديم ورقة سياسية مشتركة باسم المشاركين لعرضها لاحقًا في أي حوار مع الحكومة السورية.
وقد وُجّهت الدعوات إلى شيوخ عشائر ومسؤولين حزبيين وممثلين عن منظمات ونقابات، إلى جانب عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية.
خطاب سياسي وتحركات ميدانية
تصريحات صادرة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحدثت عن نية إرسال "رسالة موحدة" للمجتمع الدولي بخصوص رؤية المشاركين لمستقبل سوريا، مع التركيز على الدعوة لتعديل الدستور واعتماد نظام لا مركزي، بالإضافة إلى مطالب أخرى كالحوار الوطني والعدالة الانتقالية.
في المقابل، تؤكد مصادر عشائرية أن الاجتماعات السابقة مع مسؤولي "قسد"، بما فيهم القائد مظلوم عبدي، شملت إشارات إلى احتمال انسحاب "قسد" من بعض المناطق مستقبلًا، في ظل رغبتها بإيجاد إدارة محلية تستلم مهامها تحت غطاء سياسي واجتماعي، دون الرجوع إلى السلطة المركزية في دمشق.
المؤتمر يثير جدلًا واسعًا حول أهدافه الفعلية، وسط تشكيك محلي بنوايا "قسد" وربط المشروع بمصالح خارجية، وتخوّف من تكريس أمر واقع يُضعف سيادة الدولة السورية.