التحذير الأخير... سيناء تستعيد موقعها في المعادلة

سيناء _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.07 - 07:37
Facebook Share
طباعة

تصريح محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، بشأن "الرد المفاجئ" لأي محاولة للاقتراب من الحدود، لم يكن مجرد تعليق محلي من مسؤول إداري، إنما إعلان ميداني صادر عن شخصية عسكرية تحمل رصيدًا طويلًا من المهام الاستراتيجية داخل الجيش المصري.

مجاور، الذي شغل مناصب بارزة في الجيش، بينها قيادة الجيش الثاني الميداني ورئاسة الاستخبارات العسكرية، اختار إطلاق تصريحه من أمام معبر رفح، وهو موقع رمزي لمراقبة التوتر بين مصر وإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023.

التصريح جاء في توقيت شديد الحساسية، يتزامن مع ارتفاع حدة التوتر بين القاهرة وتل أبيب، على خلفية اتهامات إسرائيلية متكررة لمصر بشأن معبر رفح، ومحاولات إسرائيلية متكررة لتجاوز التفاهمات الأمنية القائمة منذ عقود.

الجيش المصري، الذي حافظ على توازن دقيق طيلة السنوات الماضية في تعامله مع الأزمة الفلسطينية، أصبح اليوم أكثر انخراطًا في مشهد الردع، مدفوعًا بتطورات ميدانية ومناخ إقليمي يتجه نحو التصعيد المفتوح.

سيناء التي كانت تُصور طويلًا كمنطقة عبور، تستعيد اليوم موقعها كمركز ثقل أمني واستراتيجي.
التصريح الأخير لا يعكس فقط الجاهزية العسكرية، بل يكرّس رؤية مصرية ترى في أي مساس بالحدود انتهاكًا للسيادة يستوجب ردًا حاسمًا.

القاهرة، التي ما زالت متمسكة بخيار السلام، تستخدم الآن أدوات ميدانية أكثر وضوحًا في التعبير عن موقفها لا تقف على الحياد في معركة يهدد استمرارها بإشعال الإقليم.
بهذا الاتجاه، تتحرك الرسائل من رفح، لا باتجاه غزة فقط، وإنما نحو كل من يتتبع تحركات القاهرة بدقة من خلف الحدود. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8