إسرائيل في مأزق غزة: أربعة سيناريوهات نحو الجحيم

2025.08.07 - 03:36
Facebook Share
طباعة

وكالة أنباء آسيا

 

بعد مرور قرابة عامين كاملين على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بات واضحًا أن الأهداف التي رفعتها تل أبيب في بدايات القتال – من "سحق حماس" إلى "تحرير الرهائن" – قد تحولت إلى سراب سياسي وعسكري، مع اتساع رقعة الفشل الميداني والتعثر الدبلوماسي، وتزايد الضغوط الداخلية والدولية التي تحاصر الحكومة الإسرائيلية من كل الاتجاهات.

فعلى الرغم من الدمار غير المسبوق، والمجازر المتواصلة، لم تفلح إسرائيل في إنهاء المقاومة، ولا في إعادة رهائنها، بل وجدت نفسها غارقة في مستنقع معقد، لا يبدو أن له مخرجًا واضحًا.

 

ومع تصاعد الانقسام بين القيادتين السياسية والعسكرية، بدأت تل أبيب مراجعة خياراتها بخصوص مستقبل العمليات في غزة، وسط حالة من التردد الاستراتيجي.

 

وفي هذا السياق، نشرت وكالة أسوشييتد برس تقريرًا موسعًا، استعرضت فيه أربعة سيناريوهات رئيسية قد تشكل خريطة الطريق المحتملة للمرحلة المقبلة – وجميعها، بحسب وصف الوكالة، تحمل في طياتها "تكاليف باهظة وأثمانًا لا يمكن التحكم في نتائجها".

 

1. اجتياح شامل واحتلال غزة بالكامل

يروج لهذا السيناريو بعض أقطاب اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، ممن يدفعون نحو إعادة احتلال القطاع عسكريًا بالكامل، بهدف تفكيك حماس وإعادة فرض السيطرة المباشرة على غزة.

 

لكن هذا الخيار، كما تحذر الوكالة، ينذر بتصعيد كارثي على المستوى الإنساني، ويعرّض حياة الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة للخطر الشديد. كما سيضع إسرائيل في موقع قوة احتلال مباشر، ما سيُفاقم من عزلتها الدولية، ويفتح الباب لملاحقتها قانونيًا بتهم الإبادة والتطهير العرقي، في وقت بدأت فيه لغة "التحقيقات" تطفو على السطح في عواصم غربية عدة.

2. وقف شامل لإطلاق النار وتبادل الرهائن

السيناريو الثاني يقوم على التوصل إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار، يترافق مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإطلاق سراح الرهائن، مقابل إفراج حماس عن أسرى فلسطينيين.

 

يحظى هذا الخيار بدعم أمريكي ودولي متزايد، لكنه يواجه معارضة شرسة من داخل إسرائيل، حيث يُنظر إليه باعتباره "هزيمة سياسية وعسكرية"، ويُخشى من أن يؤدي إلى تعزيز وضع حماس مجددًا. كما تخشى الحكومة الإسرائيلية من أن يؤدي ذلك إلى انهيار الائتلاف الحاكم، وربما إلى انتخابات مبكرة لا تُحمد عواقبها على نتنياهو شخصيًا.

 

3. وقف مشروط للقتال وفق الرؤية الإسرائيلية

تسعى حكومة نتنياهو لتمرير نسخة "انتقائية" من الهدنة، تتضمن وقفًا محدودًا لإطلاق النار مقابل إطلاق بعض الرهائن، مع الإبقاء على العمليات العسكرية بشكل محدود واستهدافي، وضمانات دولية بإضعاف حماس عسكريًا وسياسيًا.

 

هذا السيناريو يتضمن، في بعض مقترحاته، مشاريع خطيرة لإعادة "توطين" سكان غزة في مناطق أخرى، وهو ما تصفه منظمات حقوقية دولية بأنه "ترانسفير جماعي يرقى للتطهير العرقي"، ويهدد بإشعال أزمة قانونية كبرى لإسرائيل في المؤسسات الدولية.

 

4. استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى

السيناريو الأقرب للواقع حاليًا، يتمثل في مواصلة القتال المفتوح دون هدف واضح أو أفق زمني. وهو ما تصفه الوكالة بـ"الحرب إلى الأبد"، حيث تسعى إسرائيل لإبقاء القطاع في حالة شلل دائم، مع منع إعادة الإعمار، واستنزاف البنية التحتية والقدرة العسكرية لحماس، دون السعي لاحتلال مباشر.

 

لكن هذا الخيار، كما تحذر أسوشييتد برس، يؤدي إلى تراكم الخسائر العسكرية والاقتصادية، ويُغرق إسرائيل في مأزق أخلاقي دولي متصاعد، ويزيد من الضغط الأمريكي، خصوصًا في ظل العد التنازلي للانتخابات الأمريكية وعودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض.

 

أزمة حقيقية أم نهاية مرحلة؟

تختتم الوكالة تقريرها بالإشارة إلى أن إسرائيل ليست بصدد "اختيار الأفضل" بين هذه السيناريوهات، بل "تحديد الأقل سوءًا"، في ظل وضع داخلي هش، واحتجاجات عارمة من عائلات الرهائن، وشروخ متزايدة بين الجيش ونتنياهو، وصورة متآكلة لإسرائيل في الخارج. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8