الجيش اللبناني في مجموعة التنين الدولية
انضمّ الجيش اللبناني رسميًا إلى "مجموعة التنين" (Dragon Group)، وهي مبادرة حوار أطلقتها المملكة المتحدة عام 2018 وتجمع كبار قادة الجيوش في الشرق الأوسط، في خطوة تعبّر عن التزام متبادل بتعزيز التعاون العسكري وتعميق الشراكة الأمنية بين بيروت ولندن.
وشارك قائد الجيش العماد رودولف هيكل في أعمال الاجتماع التاسع للمجموعة، الذي عُقد في إدنبرة – اسكتلندا يومي 4 و5 آب، إلى جانب الملحق العسكري البريطاني في بيروت المقدم تشارلي سميث، ممثلاً عن المملكة المتحدة.
ووفق بيان صادر عن السفارة البريطانية، فإن دعوة لبنان للمشاركة تأتي تأكيدًا على "أهمية دوره الاستراتيجي في المنطقة، وعلى الشراكة العسكرية القوية التي تجمعه بالمملكة المتحدة".
تأسست "مجموعة التنين" خلال لقاء عُقد على متن المدمرة البريطانية HMS Dragon عام 2018، كمنصة لحوار غير رسمي بين جيوش دول الشرق الأوسط. وقد بدأت المبادرة بتسع دول، قبل أن تتوسع لاحقًا لتشمل مشاركات أوسع تعكس التغيّرات في المشهد الأمني الإقليمي.
وشهد اللقاء هذا العام حضورًا عالي المستوى بالتزامن مع العرض العسكري الشهير عالميًا "Edinburgh Military Tattoo"، ما منح الحدث بعدًا رمزيًا يعكس مدى التقدير للمشاركين فيه.
وأكدت السفارة البريطانية في بيانها أن انضمام لبنان إلى المجموعة "ليس فقط تعبيرًا عن شراكة متينة، بل أيضًا عن رغبة مشتركة في العمل معًا من أجل دعم الاستقرار الإقليمي في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية والسياسية".
وتُعد المملكة المتحدة من أبرز الداعمين الدوليين للجيش اللبناني، سواء عبر برامج التدريب والتأهيل، أو عبر المساعدات التقنية واللوجستية، في سياق حرصها على بناء قدرات المؤسسة العسكرية وتعزيز سيادتها الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون العسكري بين لبنان وبريطانيا يشهد تطورًا مستمرًا، شمل خلال السنوات الماضية تجهيز أبراج مراقبة على الحدود، ودورات تدريبية مكثفة، وتقديم معدات متقدمة ساهمت في تمكين الجيش من أداء مهامه في ظروف صعبة.
ووفق متابعين، فإن هذه المشاركة تمثّل دعمًا معنويًا ومهنيًا للمؤسسة العسكرية اللبنانية، التي لا تزال تحتفظ بموقعها كأحد أعمدة الاستقرار في البلاد، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أثّرت على مؤسسات الدولة كافة.
