القدس– وكالة أنباء آسيا
في تصعيد داخلي غير مسبوق، هاجمت أمهات عدد من الجنود والأسرى الإسرائيليين في غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واتهمنه بـ"استغلال وجعهن" والمقامرة بحياة أبنائهن، بالتزامن مع دعوات لتظاهرة وصفت بـ"المصيرية" مساء اليوم أمام مقر الكابينيت في القدس.
جاءت هذه الهجمة العاطفية الغاضبة عشية جلسة حاسمة للمجلس الوزاري المصغر، من المتوقع أن تناقش خطة عسكرية لاحتلال كامل قطاع غزة، وسط انقسام داخلي واستقالات متوقعة في صفوف الحكومة، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وفي تصريحات علنية لم تعهدها الساحة الإسرائيلية من قبل، قالت والدة الجندي الأسير متان تسنغاوكر إن "نتنياهو استغل ألمنا للترويج لخطة لن تُعيد أبناءنا، بل ستدفنهم في غزة"، مضيفة: "قال لنا إن الصفقة جاهزة، لكنه عرقلها، قال إن الاحتلال سيُعيد المختطفين، لكنه يدفعهم نحو القتل".
أما روث ستروم، والدة أحد الأسرى المفرج عنهم، والتي لا يزال نجلها الآخر محتجزًا لدى حماس، فوجهت رسالة مباشرة لأعضاء الكابينيت قائلة: "أنتم لم تُعيدوا إلا أحد أبنائي، وتركتم الآخر هناك. لا تتخذوا قرارات بأدمغة باردة. فكروا بقلوبكم. نحن لسنا أدوات سياسية".
تجمع عائلات الأسرى بدوره وجّه نداءً حاد اللهجة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، محذرًا إياه من دعم الخطة العسكرية الجديدة، ومخاطبًا إياه بالقول: "لا تمد يدك للتضحية بالمختطفين! إرادة الشعب هي إعادة الأسرى وإنهاء الحرب، لا توسيعها".
ويُذكر أن زامير كان قد أبدى معارضة ضمنية لمقترح نتنياهو خلال جلسة مغلقة الأسبوع الماضي، محذرًا من أن أي خطة لاحتلال غزة قد تُطيل أمد الحرب وتُعرّض حياة الجنود والمدنيين المختطفين للخطر، في وقت لم يبقَ فيه من أوراق التفاوض سوى شظايا.
وتشير تسريبات صحيفة "معاريف" العبرية إلى أن الكابينيت سيناقش الليلة خطة مطروحة تقضي بسيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة خلال عملية تمتد خمسة أشهر، تتضمن إقامة مناطق عازلة، وتشجيع ما يُعرف بـ"الهجرة الطوعية" لسكان القطاع.
لكن داخل الحكومة نفسها، لا يبدو التوافق حاسمًا؛ فتيار متشدد يتزعمه نتنياهو يضغط للحسم العسكري، في حين يُبدي وزراء آخرون قلقًا من التورط في مستنقع مشابه للبنان أو الضفة، مع انكشاف الجبهة الشمالية وتآكل الدعم الدولي المتبقي.
يشار إلى ان الأسابيع الماضية قد شهدت مفاوضات متقطعة عبر وسطاء إقليميين ودوليين لإبرام صفقة تبادل جديدة بين إسرائيل وحركة حماس، لكن بحسب عائلات الأسرى، فإن نتنياهو "جمّد المفاوضات عمدًا" لحسابات داخلية، وسط اتهامات له بتوظيف قضية الأسرى كورقة لإطالة أمد الحرب وضرب أي سيناريو تسوية.