مشروع عمراني ضخم يحوّل غرب دمشق إلى مدينة ذكية

وكالة أنباء آسيا

2025.08.07 - 11:22
Facebook Share
طباعة

 أعلنت محافظة ريف دمشق، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، عن إطلاق مشروع "أبراج دمشق"، والذي يُعد من أضخم المشاريع العمرانية في سوريا خلال العقود الأخيرة، بُغية تحويل المنطقة الغربية من العاصمة إلى مدينة عصرية متكاملة ومستدامة، تعتمد أحدث المفاهيم المعمارية والبيئية العالمية.


ويأتي هذا المشروع الطموح ضمن خطة تنموية شاملة لإعادة تنظيم وإعمار ريف دمشق، بعد سنوات من التحديات التي واجهت البنية التحتية والخدمات، ويمثل خطوة استراتيجية على طريق النهوض الاقتصادي والمعماري في البلاد.


60 برجاً سكنياً و20 ألف شقة في مدينة نموذجية
يتضمن المشروع إنشاء أكثر من 60 برجًا سكنيًا، بارتفاعات متفاوتة تصل إلى 45 طابقًا في أربعة منها تُعرف باسم "الفراشات الملكية"، وتشكّل علامة بصرية فارقة في أفق العاصمة. كما ستضم المدينة نحو 20 ألف شقة سكنية بتصاميم هندسية حديثة تواكب احتياجات الأسر السورية، وتلبي المعايير البيئية العالمية.


وما يميز هذه الأبراج هو وجود 720 مصعداً بانورامياً خارجياً، يضفي على المدينة طابعاً حيوياً ومتجدداً، إلى جانب اعتماد حلول متكاملة للطاقة الشمسية، ومحطات لمعالجة المياه والنفايات، ما يجعل المشروع صديقاً للبيئة وذا طابع مستدام.


مرافق خدمية متطورة وفرص عمل واسعة
ولن تكون "أبراج دمشق" مجرد مشروع سكني، بل ستضم مجموعة متكاملة من المرافق الخدمية والترفيهية، أبرزها:
مولات تجارية
مسابح داخلية وخارجية وعلى الأسطح
مراكز صحية وتعليمية
فنادق ومراكز ضيافة
منشآت رياضية، من بينها نادي رماية، ملعب غولف، ونادي خيل عالمي


وأكد محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، أن المشروع سيوفر أكثر من 200 ألف فرصة عمل، منها 100 ألف خلال مرحلة الإنشاء، و100 ألف وظيفة دائمة في القطاعات التشغيلية والخدمية، مشيراً إلى أن هذا الرقم يعكس الأثر الاقتصادي الإيجابي الكبير للمشروع.


شراكات محلية ودولية رفيعة
ينفذ المشروع بالتعاون بين محافظة ريف دمشق، ووزارة الأشغال العامة والإسكان، وشركة "أوباكو" الإيطالية، إلى جانب شركة "يوباكو" السورية ومجموعة من المستثمرين المحليين، ما يعكس ثقة المستثمرين بإمكانات السوق السورية، وقدرتها على استقطاب المشاريع الكبرى رغم التحديات.


ويعد هذا التعاون مثالًا على الشراكات البناءة التي تسعى سوريا إلى تطويرها في مرحلة إعادة الإعمار، بما يعزز الاستقرار ويوفّر بنى تحتية حديثة ومستدامة.


ربط التنمية بإعادة الإعمار
وفي سياق متصل، تعمل المحافظة على إعداد مخططات تنظيمية شاملة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، تشمل الغوطة الشرقية والغربية، جنوب دمشق، الزبداني، ووادي بردى، وفق نموذج عمراني حديث يهدف إلى تأمين عودة كريمة للمهجّرين، ومعالجة التحديات الخدمية المتراكمة.


وأكد المحافظ أن هذه المشاريع تُراعي مبدأ التنمية المتوازنة، وتطمح إلى إعادة بناء مجتمعات متماسكة في بيئة حضرية متطورة، لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز الحياة الاجتماعية والخدمية والاقتصادية.


يشكّل مشروع "أبراج دمشق" خطوة حقيقية نحو رؤية عمرانية جديدة لسوريا، تقوم على الجمع بين الجمال المعماري، والاستدامة البيئية، والنمو الاقتصادي. ومع اكتماله، سيضع هذا المشروع محافظة ريف دمشق على خارطة المدن الذكية الحديثة، ويقدّم نموذجاً يحتذى به في مجال التطوير العقاري بالمنطقة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7