كتبت- أماني إبراهيم
في حادثة خطيرة تعكس تصاعد الانفلات الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ادانت وزارة الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات" الاعتداء الذي شنّه مستوطنون إسرائيليون على مركبتين دبلوماسيتين رسميتين، إحداهما تابعة للبعثة الروسية، والثانية للسفارة الهولندية لدى السلطة الفلسطينية.
ووصفت الوزارة في بيانها الهجوم بأنه "عمل إرهابي"، مؤكدة أن الحادث يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية. وأضافت أن هذا السلوك يعكس طبيعة "الميليشيات الاستيطانية المسلحة"، التي تتحرك دون رادع أو محاسبة، مستندة إلى "الدعم والحماية من المستويات السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال".
تفاصيل الحادث ومواقف الإدانة
وكان الاعتداء قد وقع يوم 30 يوليو قرب مستوطنة "جفعات أساف" غير الشرعية، الواقعة في محيط القدس المحتلة، حيث تعرضت سيارة دبلوماسية روسية لهجوم مباشر أثناء تنقلها في مهمة رسمية. وقد أكد بيان لاحق من الخارجية الروسية أن الحادث "يشكل خرقًا فجًا لاتفاقية فيينا لعام 1961"، مطالبة بضمان أمن البعثات الدبلوماسية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
كما استُهدفت سيارة دبلوماسية هولندية تقل السفير الهولندي والملحق السياسي، دون تسجيل إصابات، لكن مع أضرار مادية جسيمة، وسط صمت إسرائيلي رسمي حيال الحادثين.
الخارجية الفلسطينية: تمرد استيطاني محمي رسميًا
أشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن ما جرى ليس سوى حلقة ضمن سلسلة من الاعتداءات اليومية التي ينفذها المستوطنون بحق الفلسطينيين، وتطال أيضًا ممثلين دبلوماسيين وصحفيين ومتضامنين دوليين. وشددت على أن "تفشي الإرهاب الاستيطاني" يعكس تغول هذه الجماعات وشعورها بالحصانة الكاملة، ما يشكل خطرًا مباشرًا على كل من يتحرك في الأراضي المحتلة، بغض النظر عن صفته.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بمواقف أكثر "جرأة وصرامة"، بما في ذلك فرض عقوبات على ميليشيات المستوطنين، وتجفيف مصادر تمويلهم، ورفع الغطاء السياسي والعسكري الذي توفره الحكومة الإسرائيلية لهم.
سياق أوسع: الدبلوماسية تحت التهديد
يأتي هذا الاعتداء في وقت تتصاعد فيه هجمات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، وتزداد وتيرتها ضد الأطراف الدولية العاملة في الضفة الغربية، ما يهدد بانفجار سياسي واسع ويضع حكومة الاحتلال في مواجهة مباشرة مع عواصم كبرى مثل موسكو وأمستردام.
وفيما تتوالى بيانات التنديد، يظل الموقف الدولي حبيس الإدانة اللفظية، دون أي خطوات رادعة تفرض على إسرائيل لجم المستوطنين ووقف عربدتهم تحت راية "السيادة الأمنية" المزعومة.