تل أبيب تكشف لواشنطن خطة ابتلاع الضفة الغربية

لقاء في مستوطنة شيلو يكشف تحركات ميدانية لتصفية القضية الفلسطينية

2025.08.06 - 02:48
Facebook Share
طباعة

كتبت- أماني إبراهيم

 

في خطوة تُنذر بتحول خطير في ملامح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الحكومة الإسرائيلية عرضت على رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون خرائط ووثائق تتعلق بخطة ضم الضفة الغربية رسميًا، خلال لقاء عُقد يوم الإثنين في مستوطنة شيلو المقامة على أراضٍ فلسطينية شمال شرق رام الله.

 

وبحسب الصحيفة، فقد أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤول الأمريكي على "رؤية مفصلة" لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، مشفوعة بخرائط وتقارير ميدانية، دون الكشف عن فحوى الوثائق أو الإطار الزمني لتنفيذ الخطة. وأضافت الصحيفة أن اللقاء تضمن أيضًا إعلان نتنياهو للوفد الأمريكي عن "قرار عسكري لا مفر منه في غزة"، في إشارة واضحة إلى تصعيد قادم في القطاع المحاصر.

 

ضم معلن وغزة على خط النار

تزامن اللقاء مع تسريبات متواترة من مصادر إسرائيلية عن نوايا حكومية لإعادة احتلال قطاع غزة، الذي انسحبت منه تل أبيب عام 2005، لكنها أبقته تحت حصار خانق براً وبحراً وجواً. وتشير المعطيات إلى تحضير "خطة ميدانية شاملة" تستهدف فرض قبضة أمنية مباشرة، خاصة بعد تعثر المحادثات مع حركة حماس وتصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو.

 

وتأتي هذه التحركات الإسرائيلية في ظل بيئة سياسية أمريكية داعمة، حيث صرّح أعضاء في مجلس النواب الأمريكي، خلال زيارتهم، بأن "الضفة الغربية حق لإسرائيل"، مستشهدين بـ"الكتاب المقدس" لتبرير هذا الموقف، في مشهد يعكس مدى تغلغل السردية الصهيونية الدينية في أروقة القرار الأمريكي.

ردود فلسطينية غاضبة: خريطة تقود إلى الانفجار

في المقابل، ندّدت الرئاسة الفلسطينية بالخطوة الإسرائيلية، ووصفتها بـ"الإعلان الرسمي عن إنهاء حل الدولتين"، محذرة من أن تمرير خطط الضم بدعم أمريكي سيؤدي إلى "انفجار شامل في الأراضي الفلسطينية".

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها: "اللقاء الذي جمع نتنياهو وجونسون في مستوطنة غير شرعية، هو بحد ذاته استفزاز سياسي، ويمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، ويشرعن الاستيطان من بوابة التشريع الديني الأمريكي".

تحذيرات دولية وخشية أوروبية

على الصعيد الدولي، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلق بالغ" إزاء الأنباء حول خطط ضم جديدة، داعيًا إسرائيل إلى "الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب تقوض فرص السلام". فيما دعت الخارجية الروسية إلى "احترام القرارات الأممية ذات الصلة، وعدم فرض تغييرات جغرافية بالقوة".

 

أما الأمين العام للأمم المتحدة، فأكد في بيان مقتضب أن "أي خطوات لضم أراضٍ محتلة تشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي"، مجددًا دعمه لـ"حل الدولتين على أساس حدود 1967".

 

نهاية حل الدولتين؟ أم بداية الانفجار؟

يرى محللون أن خرائط الضم هذه، التي كُشف عنها جزئيًا، تمثل مرحلة جديدة من مشروع تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا، خاصة في ظل تواطؤ أمريكي، وصمت دولي، وانشغال إقليمي واسع.

 

وبينما تتسارع الوقائع على الأرض، لم تعد إسرائيل تتحدث عن "حل سياسي" بقدر ما تمضي نحو فرض واقع دائم، بالسلاح والخرائط والشرعية الدينية الزائفة، تاركة الفلسطينيين بين خيارات كلها كارثية: العيش تحت الاحتلال، أو مواجهة عسكرية شاملة، أو شتات جديد بلا أفق.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4