تصاعد خطير لهجمات تنظيم “الدولة” في دير الزور

سامر الخطيب

2025.08.06 - 09:11
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور خلال الأسبوع الأول من آب 2025 تصعيدًا غير مسبوق في العمليات المسلحة التي نفذتها خلايا يعتقد بانتمائها لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حيث تم تسجيل سبع هجمات متفرقة خلال أيام قليلة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب استهداف آليات عسكرية وصهاريج نفط.


هجمات منسقة وخسائر بشرية
في يوم الثلاثاء، 5 آب، نفذ مجهولون ثلاث عمليات في مناطق مختلفة من دير الزور، شملت:
- استهداف سيارة عسكرية تقل عناصر من "قسد" في بلدة أبريهة، شرقي المحافظة، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
- إصابة عنصر من "قسد" برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية في بلدة الحصان غربي دير الزور.
- استهداف صهريج نفط يتبع لـ"قسد" في منطقة الجزرات قرب بلدة الكبر، دون توفر معلومات عن حجم الخسائر.


وسبق هذه الهجمات، سلسلة من العمليات بدأت في مطلع آب، كان أبرزها هجوم في بلدة ذيبان في الريف الشرقي، في 1 آب، أسفر عن مقتل وإصابة 6 عناصر من "قسد" إثر إطلاق نار مباشر من مسلحين على نقطة عسكرية.


وفي اليوم نفسه، تعرض عنصر من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) لإصابة برصاص أُطلق على سيارته العسكرية في قرية حوائج البومصعة بريف دير الزور الغربي، تبنّى تنظيم "الدولة" لاحقًا هذا الهجوم عبر منصاته الإعلامية.


وفي 31 تموز الماضي، وقبل انطلاق هذه الموجة، تعرض حاجز عسكري لقوات "قسد" قرب بلدة الحوايج لهجوم مسلح، تبناه التنظيم، وأفاد بمقتل وإصابة 5 عناصر.


محاور متعددة وتكتيكات متنوعة
لم تقتصر الهجمات على الرصد المباشر أو إطلاق النار، بل شملت أيضًا تفجيرات وكمائن، واستهدافات لخطوط الإمداد، كما حدث في عملية تفجير صهريج النفط في الكبر. وتوزعت العمليات على مناطق ذيبان، الحوايج، الكبر، أبريهة، الحصان، الجنينة، وحوائج البومصعة، ما يدل على نشاط متزامن ومنسّق في الريفين الغربي والشرقي.


وفي ريف الرقة، استهدفت خلية مسلحة في 1 آب سيارة عسكرية في بلدة الكرامة، وأسفر الهجوم عن إصابة عنصر واعتقال أربعة مشتبهين خلال عملية أمنية نفذتها "قسد" لاحقًا.


استمرار الهجمات رغم الحملات الأمنية
تؤكد هذه التطورات استمرار نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق الإدارة الذاتية، رغم الحملات الأمنية المتكررة التي تنفذها "قسد" بدعم من التحالف الدولي. التنظيم يبدو وكأنه يعيد تنظيم صفوفه ويستغل التوترات الأمنية وحالة الفوضى العامة لتوسيع نشاطه.


وفي بيان سابق، حذرت "قسد" من محاولات التنظيم لـ"استغلال الظروف الأمنية لتنفيذ مشاريع تخريبية"، مؤكدة أنها لن تتهاون في ملاحقة خلاياه، وأنها تواصل عملياتها الأمنية لضبط المتورطين ومنع التسلل أو عودة التنظيم بشكل أوسع.


حصيلة مرعبة منذ مطلع العام
بحسب الإحصائيات الميدانية، بلغ عدد الهجمات المنفذة من قبل خلايا التنظيم ضمن مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" منذ بداية عام 2025 حتى بداية آب، 146 عملية، شملت إطلاق نار، تفجيرات، واغتيالات.


وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 60 شخصًا، بينهم 41 عنصرًا من "قسد" والقوات المتحالفة معها، و10 مدنيين، و8 من عناصر التنظيم، إضافة إلى متعاون واحد مع "قسد".


الخلاصة
تعكس الهجمات الأخيرة في دير الزور تصاعدًا خطيرًا في نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق سيطرة "قسد"، ما يضع هذه القوات أمام تحدٍّ أمني متجدد، وسط تساؤلات عن مدى فاعلية الإجراءات الأمنية المعتمدة، وقدرتها على احتواء تمدد التنظيم الذي يبدو أنه بدأ باستعادة أنفاسه تدريجيًا، رغم الضربات التي تلقاها في السنوات الماضية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10