في خطوة رمزية تحمل بعدًا إنسانيًا ورسالة سياسية واضحة، دعت "التنسيقية المغربية لأطباء من أجل فلسطين" جميع مهنيي الصحة في المغرب إلى خوض إضراب رمزي عن الطعام يوم الخميس المقبل، تضامنًا مع أهالي قطاع غزة الذين يواجهون أوضاعًا كارثية من التقتيل والتجويع، في ظل حرب مدمرة مستمرة منذ شهور.
الخطوة تأتي في سياق سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والمبادرات الشعبية والمهنية التي تشهدها المدن المغربية دعمًا للفلسطينيين، كان أحدثها وقفة احتجاجية نُظمت، يوم أمس، بميناء الدار البيضاء، بمشاركة واسعة من النشطاء وممثلي الهيئات النقابية والمهنية.
وأكدت التنسيقية أن هذه المبادرة تُجسد "التضامن المطلق لمهنيي الصحة المغاربة مع زملائهم في قطاع غزة"، الذين يواصلون أداء واجبهم الإنساني في ظروف قاسية، وسط انهيار النظام الصحي، ونقص الإمدادات الطبية، واستهداف المرافق الصحية من قبل الاحتلال.
ويأتي الإعلان عن الإضراب بالتزامن مع تحذيرات دولية متصاعدة من خطورة الوضع الإنساني في غزة، حيث قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إن إسرائيل "تتعمد تجويع سكان قطاع غزة وترتكب إبادة جماعية"، مشددًا على أن استخدام الجوع كأداة حرب يعد جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني.
ويعكس هذا التحرك المغربي – من داخل الجسم الطبي – وعيًا متقدمًا بضرورة تحويل التضامن إلى أفعال ملموسة، حتى ولو كانت رمزية، خصوصًا في ظل حالة العجز الدولي عن وقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين. كما يعكس إدراكًا بأن التواطؤ بالصمت أو التجاهل، يشكّل مشاركة ضمنية في الجريمة.
في المقابل، فإن تصريح المقرر الأممي يضفي بعدًا قانونيًا خطيرًا على سياسات الحصار والتجويع التي تُمارسها سلطات الاحتلال، ويرفع من مستوى الإدانة الدولية، ويُعيد المطالبة بمحاسبة مرتكبي الجرائم ومنع إفلاتهم من العقاب.
تُعد هذه المبادرات المهنية والشعبية داخل المغرب نموذجًا لتحركات يمكن أن تتوسع عربيًا، وتشكل ضغطًا متزايدًا على الحكومات والمنظمات الدولية، في وقت تتعاظم فيه المأساة وتُسجل فيها المؤسسات الدولية تقاعسًا ملحوظًا عن اتخاذ إجراءات رادعة لحماية المدنيين الفلسطينيين.