نتنياهو يدفع نحو احتلال غزة والجيش يحذّر من ..ثمن باهظ

وكالات _وكالة أنباء آسيا

2025.08.05 - 09:24
Facebook Share
طباعة

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، عن انتهاء مشاورات أمنية مطولة عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط توجه حكومي نحو الاحتلال الكامل للقطاع، في خطوة تثير جدلاً حادًا داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.


ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر رسمي قوله إن "التوجه هو نحو احتلال كامل لقطاع غزة"، بينما أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو عبّر صراحة خلال جلسة المشاورات عن رغبته في "تطويق القطاع واحتلال مخيمات وسط غزة ومدينة غزة بالكامل".


غير أن هذا التوجه ووجه بمعارضة مباشرة من قيادة الجيش الإسرائيلي، وفق صحيفة هآرتس، التي نقلت عن رئيس الأركان تحذيره من أن العمليات البرية في مراكز سكانية مثل مدينة غزة "ستُعرّض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر"، مؤكداً أن أي عملية في أماكن وجود الرهائن قد تؤدي لمقتلهم.


ويشير هذا التباين إلى تصاعد الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية، حيث أعرب كبار مسؤولي الأمن عن قلقهم من تداعيات الخطة، لا سيما على صعيد جهوزية قوات الاحتياط والجبهات الأخرى. ووفق المصدر ذاته، فإن احتلال القطاع يتطلب سحب قوات من جبهات أخرى واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، مما سيضعف المنظومة العسكرية في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات أمنية متعددة على الحدود الشمالية والضفة الغربية.


وفيما يُواصل نتنياهو دفعه نحو التصعيد، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقربين منه تصريحاً مثيراً للجدل: "إذا كان رئيس الأركان لا يوافق على احتلال غزة، فليقدّم استقالته"، في إشارة إلى حجم الهوة المتزايدة بين القيادة السياسية والعسكرية.


تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه إسرائيل أزمة استراتيجية ممتدة، إذ فشلت حتى الآن في تحقيق أهدافها المعلنة بشأن "تصفية" حركة حماس أو استعادة الرهائن. ورغم مرور عشرة أشهر على الحرب، لا تزال العمليات البرية تواجه مقاومة شرسة داخل غزة، ما يزيد الضغوط السياسية على نتنياهو داخليًا.


في المقابل، ترى المؤسسة العسكرية أن الاحتلال الكامل سيُدخل إسرائيل في مستنقع أمني معقّد وطويل الأمد، يعيد سيناريو لبنان أو الانتفاضة الثانية، ويُفقد تل أبيب قدرتها على المناورة السياسية والدبلوماسية، خاصة مع ارتفاع وتيرة الانتقادات الدولية.


وفي ظل استمرار غياب أي حل سياسي، وتصاعد التوترات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، قد تكون هذه الخطوة بمثابة مقامرة سياسية من نتنياهو لكسب نقاط أمام ناخبيه المتشددين، حتى لو كان الثمن مزيدًا من التصعيد وسقوط الرهائن والمدنيين على الجانبين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5