وثيقة "550" تشعل الضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب

2025.08.05 - 10:43
Facebook Share
طباعة

كتبت– أماني إبراهيم

 

في تطور لافت قد يعيد ترتيب أولويات الحرب الجارية على قطاع غزة، وقع أكثر من 550 من كبار المسؤولين السابقين في الجيش الإسرائيلي وجهازَي الشاباك والموساد، على وثيقة علنية طالبوا فيها الحكومة الإسرائيلية بوقف فوري للحرب، مؤكدين أنها "فقدت مسارها"، ولم تعد تحقق أهدافها السياسية أو الأمنية.

 

الوثيقة التي وُصفت بأنها "صرخة من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية"، تأتي قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، وسط حديث عن تحركات أمريكية وخليجية لبلورة اتفاق وقف إطلاق نار يتضمن تبادلًا للأسرى، وإخراج قيادات حماس من القطاع، وتوسيع دائرة التطبيع الإقليمي.

 

نداء من قلب المؤسسة الأمنية

الموقعون على الوثيقة هم أعضاء في مبادرة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، وهي مجموعة تضم جنرالات سابقين في هيئة الأركان، ورؤساء سابقين للموساد والشاباك، وقيادات أمنية متقاعدة. وأكدوا في بيانهم أن استمرار الحرب بات يهدد المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، ويعرّض حياة الرهائن للخطر، ويقوّض دعم المجتمع الدولي.

 

وجاء في الوثيقة:
"الحكومة الإسرائيلية مطالبة بتحمّل مسؤولياتها ووقف الحرب فورًا، الأهداف العسكرية تحوّلت إلى وهم، ومعاناة المدنيين في غزة تُدمّر صورة إسرائيل عالميًا وتخلق أجيالًا جديدة من الكراهية".

 

خطة ترامب والرهان على "صفقة كبرى"

الوثيقة تزامنت مع تسريبات عن خطة "خماسية" يعدّها ترامب، تشمل:

1. وقف إطلاق نار شامل خلال أسبوعين.
2. الإفراج عن جميع الرهائن.
3. نقل قيادة حماس إلى خارج القطاع.
4. إعادة إعمار غزة بتمويل خليجي ودولي.
5. توسيع اتفاقات "أبراهام" لتشمل دولًا جديدة.

 

 

لكن الخطة التي يتبناها ترامب – وتلقى دعمًا من نتنياهو – تواجه رفضًا فلسطينيًا واسعًا، ورفضًا عربيًا لأي مقترح يتضمن تهجير سكان غزة أو نقلهم إلى أراضي دول مجاورة.

 

تحذيرات داخلية من "حرب بلا أفق"

الوثيقة الموقّعة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث اعتبرتها المعارضة دليلاً على فشل الحكومة في إدارة الحرب، فيما رفض مسؤولون في حكومة نتنياهو توصيفها، مؤكدين أن "الحرب مستمرة حتى تحقيق النصر على حماس".

 

وتتزايد الضغوط على حكومة الاحتلال، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من عائلات الأسرى، وتدهور صورة إسرائيل خارجيًا، مع استمرار المجازر والدمار في غزة، واتهامات أممية باستخدام سياسة التجويع كسلاح حرب.

 

ترامب يدخل على الخط

من جانب آخر، قالت مصادر دبلوماسية إن ترامب يخطط لزيارة المنطقة خلال أسابيع، في محاولة لطرح نفسه كوسيط "لصفقة كبرى" تنهي الحرب وتطلق الرهائن، مع وعود بتطبيع أوسع واتفاق اقتصادي شامل لإعادة إعمار غزة.

وتسعى إدارة بايدن إلى استباق تحركات ترامب بدفع ملف التهدئة عبر مسارات مصرية وقطرية وأممية، لكن الجمود السياسي الإسرائيلي ورفض حماس للشروط المطروحة يعيقان التقدم.

 


من هم الـ550؟

الوثيقة وقعها ضباط سابقون من رتبة عميد ولواء، ورؤساء سابقون للموساد والشاباك، ومسؤولون أمنيون شغلوا مواقع حساسة لعقود.


المجموعة تعرف باسم "قادة من أجل أمن إسرائيل"، وسبق أن لعبت دورًا في نقد السياسات الأمنية لحكومات اليمين، ويرون أن "الردع" فقد قيمته، وأن استمرار القصف لن يعيد الرهائن، بل يعمّق عزلة إسرائيل الدولية.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1