قطر تطلق المرحلة الثانية من دعم الكهرباء في سوريا بقدرة 800 ميغاواط

وكالات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.04 - 08:19
Facebook Share
طباعة

في إطار دعم إقليمي متواصل لقطاع الطاقة في سوريا، انطلقت المرحلة الثانية من مشروع تعزيز التغذية الكهربائية بإضافة 800 ميغاواط إلى الشبكة الوطنية، بدعم من دولة قطر وبالتنسيق مع عدد من الشركاء الإقليميين. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين استقرار الشبكة الكهربائية، وتوسيع نطاق التشغيل، وتقليل الاعتماد على المولدات الخاصة، ما يخفف الأعباء المالية والبيئية على المواطنين، ويساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي.


بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فإن هذه المرحلة تستند إلى اتفاقية تعاون لتوريد الغاز عبر أذربيجان وتركيا وصولًا إلى محطة توليد حلب، لتوزيع الطاقة على مناطق مختلفة في البلاد. وقد سبقتها مرحلة أولى وفرت 400 ميغاواط، وأسهمت في رفع ساعات تشغيل الكهرباء بالمناطق الحيوية إلى 24 ساعة يوميًا.


المشروع الجديد يُتوقع أن يزيد ساعات التغذية الكهربائية اليومية إلى نحو 5 ساعات إضافية، ما يُمثل تحسنًا بنسبة 40% لنحو خمسة ملايين مشترك، خاصة في المناطق التي عادت إليها حركة النازحين. وقد تم تأهيل شبكات النقل ذات الجهد العالي (400 و230 ك.ف) ومراكز التحويل لرفع القدرة الاستيعابية إلى ما يزيد على 7000 ميغاواط، وفق ما أكدته التصريحات الرسمية.

كما يُعول على هذا الدعم في تقليل الاعتماد على المولدات التجارية التي تُثقل كاهل المواطنين بتكاليف مرتفعة تصل إلى نحو 140 ألف ليرة سورية شهريًا للأمبير الواحد، إلى جانب ما تُسببه من أضرار بيئية. ويُتوقع أن يُسهم إدخال الغاز إلى محطات التوليد ذات الكفاءة التشغيلية العالية في الوسط والجنوب السوري في تحقيق استقرار أكبر وتغذية مستدامة، خاصة في حال استمرار الإمدادات عبر اتفاقيات طويلة الأمد.

 

المشروع كذلك يمثل خطوة ضمن خطة شاملة تتضمن ضخ استثمارات تُقدّر بـ7 مليارات دولار لإضافة نحو 5000 ميغاواط إلى الشبكة، ما من شأنه أن يعزز مناخ الاستثمار، ويُشجع على عودة النشاط الصناعي والزراعي، وخلق فرص عمل في مجالات التشغيل والصيانة.


من الناحية الفنية، تمثل التحديات الكبرى للمشروع في تأمين ضغط الغاز وتجاوز الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء خلال النزاع، ما يتطلب دعمًا تقنيًا وإصلاحات مستمرة. وتُجري الفرق الفنية تنسيقًا مع الجانب التركي لضمان وصول الغاز بكفاءة إلى محطات التوليد، مع استمرار الجهود لتحديث البنية التحتية واعتماد أنظمة تشغيل مرنة مثل "الجزر المعزولة" لتوزيع الكهرباء بكفاءة على المناطق المستهدفة.

 

يُذكر أن المشروع يأتي في وقت تواجه فيه البلاد عجزًا كهربائيًا يقدّر بنحو 80% من الاحتياجات الفعلية، وتحتاج إلى استثمارات ضخمة لإعادة تأهيل القطاع بالكامل. ويمثل هذا الدعم خطوة استراتيجية على طريق تعافي الاقتصاد السوري وتحسين الأوضاع المعيشية، وسط توقعات بتحسّن ملموس في مستوى الخدمات خلال السنوات القادمة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8