شهدت مدينة الحسكة، مساء الخميس، احتجاجات تمثّلت في إغلاق عشرات المحال التجارية وقطع طرق رئيسية، وذلك رفضاً لقرار "قسد" رفع سعر "الأمبير" الكهربائي الواحد من 7 إلى 20 دولاراً، بنسبة زيادة تصل إلى 200 في المئة، وذلك بدءاً من مطلع شهر آب القادم.
وقال أحمد سلو (اسم مستعار لدواعٍ أمنية)، وهو أحد المشاركين في الاحتجاج، لموقع تلفزيون سوريا، إن الإغلاق شمل جميع المحال ومكاتب شركات الحوالات والصرافة والذهب وسوق حي المفتي الرئيسي، تعبيراً عن رفضهم للقرار المفاجئ.
وأضاف أن كلفة خمسة أمبيرات ستصبح 100 دولار، أي ما يعادل إيجار المحل الشهري، وهو ما يفوق قدرة معظم المستأجرين، خصوصاً في ظل الركود الاقتصادي وضعف حركة البيع والشراء في الأسواق.
كما شهدت مناطق تل حجر، والسوق المركزي، والكنيسة الآشورية دعوات لإضرابات مماثلة، وسط سعي الأهالي لتوسيع نطاق الاحتجاج ليشمل مختلف أسواق المدينة في حال عدم الاستجابة لمطالب الأهالي بتحديد سعر منطقي للأمبيرات.
وردد المشاركون في الاعتصام بعد إغلاقهم الطريق الرئيسي المؤدي إلى سوق الحي شعارات تطالب بتوفير الكهرباء، وخفض أسعار المازوت، وضبط أسعار المولدات الخاصة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
قسد تحصر المولدات بالمازوت "الحر"
قال "أبو قصي" صاحب مولدة بمدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "مديرية المحروقات التابعة لقسد أوقفت مخصصات المولدات التجارية من المازوت الخدمي وحصرته بالمازوت الحر المرتفع الثمن".
وأشار إلى أن "ثمن لتر المازوت الخدمي يبلغ 125 ليرة سورية بينما المازوت الحر يتجاوز سعره 5300 ليرة سورية وهذا الفرق في السعر ساهم برفع سعر الأمبيرات بشكل كبير".
وكانت مديرية المحروقات توفّر كمية من المازوت الخدمي للمولدات تكفي لتشغيلها 8 ساعات في حين يلجأ أصحاب المولدات إلى شراء المازوت الحر لزيادة ساعات تشغيل المولدة، إذ كان يصل سعر الأمبير إلى 8 دولارات مقابل 16 ساعة تشغيل.
ويعاني المواطنون في مناطق شمال شرقي سوريا من نقص في المحروقات وخاصة مادة المازوت سواء المخصص للسيارات والآليات أو المخصص للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة في حين توفر "قسد" المازوت الحر بكميات غير محدودة كونه يباع بسعر يصل إلى 55 سنتاً أميركياً بعد أن حددته قبل عامين بسعر 30 سنتاً.
حقول النفط والغاز في مناطق "قسد"
تنتج حقول الرميلان أكثر من 20 ألف برميل يومياً من النفط الخام، في حين تتجاوز كمية إنتاج النفط في عموم مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" الـ50 ألف برميل يومياً، بحسب موظفين ومهندسين في حقول الحسكة، في حين تشير بعض المصادر إلى إنتاج أكثر من 100 ألف برميل نفط في مناطق شمال شرقي سوريا.
وتُصدر "الإدارة الذاتية" جزءاً من النفط الخام إلى الحكومة السورية وكذلك إلى إقليم كردستان العراق عبر أنبوب بين طرفي الحدود وتكرر كميات كبيرة من النفط محلياً وتبيع مشتقاته (بنزين ـ مازوت ـ كاز) في محطات وقود خاصة وأخرى تابعة لها في مناطق سيطرتها.
بالإضافة إلى النفط، يُقدر إنتاج معمل السويدية جنوبي رميلان بـ"نصف مليون متر مكعب" يومياً من الغاز، ويتم تعبئة 14 ألف أسطوانة غاز منزلي بشكل يومي.
ويبلغ إنتاج معمل غاز الجبسة في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة 1.2 مليون متر مكعب يومياً، يُرسل عبر أنبوب يمتد من الحسكة ويمر بريف دير الزور وصولاً إلى محطة الريان في ريف حمص.