تموز 2025: نزوح عكسي من مخيمات الشمال السوري
سامر الخطيب
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا، خلال شهر تموز، حركة نشطة في ملف العودة الطوعية للنازحين السوريين واللاجئين العراقيين، ضمن مساعٍ حثيثة تقودها الإدارة الذاتية بالتنسيق مع هيئات محلية ودولية، وتحت إشراف مباشر من قوات التحالف الدولي. وتهدف هذه الجهود إلى تفكيك المخيمات المكتظة وتوفير عودة آمنة ومنظمة للعائلات إلى مناطقها الأصلية في سوريا والعراق.
بلغ إجمالي العائدين خلال شهر تموز 2217 شخصًا، غادروا عدة مخيمات في مناطق سيطرة "قسد"، وتوزعوا بين نازحين سوريين ولاجئين عراقيين. وجرى إخراجهم على دفعات منظمة بعد استكمال الإجراءات اللازمة، ضمن برامج أعدت مسبقًا لضمان الانتقال السلس إلى وجهاتهم.
مخيم العريشة: تحركات منتظمة نحو دير الزور
شهد مخيم العريشة في ريف الحسكة الجنوبي تحركًا بارزًا، حيث خرجت دفعتان من النازحين السوريين نحو ريف دير الزور. في 13 تموز، غادرت 57 عائلة تضم 284 شخصًا، ضمن ما يُعرف بالرحلة الثانية عشرة التي تنفذ بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين. وبعدها بأيام، وتحديدًا في 24 تموز، غادرت دفعة جديدة شملت 45 عائلة (231 شخصًا)، أغلبهم من سكان دير الزور، بإشراف هيئة الشؤون الاجتماعية التابعة للإدارة الذاتية.
مخيم الهول: عمليات تفريغ متواصلة
مخيم الهول شرقي الحسكة، المعروف بظروفه المعقدة واحتوائه على خليط من الجنسيات، شهد أيضًا حراكًا ملحوظًا. ففي 30 تموز، خرجت 36 عائلة (127 شخصًا) من سكان حلب، إدلب، الرقة وريفها، وذلك بالتنسيق مع وجهاء العشائر والإدارة الذاتية.
أما في 31 تموز، فكانت أبرز دفعة من المخيم خلال الشهر، إذ غادرت 233 عائلة عراقية، بلغ عدد أفرادها 812 شخصًا، باتجاه مخيم الجدعة داخل الأراضي العراقية. تمّت هذه العملية بتنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية وتحت إشراف قوات التحالف الدولي.
مخيم روج: عودة محدودة لكنها مستمرة
من جهة أخرى، شهد مخيم روج الواقع في منطقة المالكية/ديرك مغادرة 11 عائلة عراقية (52 شخصًا) في اليوم الأخير من تموز، ضمن برنامج العودة الطوعية. جرى ترحيل هذه العائلات بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، بالتعاون مع الجهات المختصة.
خطة مدروسة لإنهاء ملف المخيمات
تشكل هذه التحركات جزءًا من خطة أوسع تنتهجها الإدارة الذاتية لتفكيك المخيمات المترامية في مناطق سيطرتها. وتعتمد هذه الخطة على مبدأ العودة الطوعية، مع توفير بيئة آمنة واستقرار نسبي في المناطق المستقبِلة.
