قلق متصاعد من خلايا متطرفة في مخيم عين الحلوة

رامي عازار

2025.08.02 - 11:29
Facebook Share
طباعة

 
يتصدر مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا واجهة الاهتمام الأمني مجدداً، وسط ترقب متزايد لأي تطورات مفاجئة قد تعيد المخيم إلى واجهة الأحداث، في ظل معطيات تتحدث عن استمرار تحركات مشبوهة لمجموعات متطرفة ما زالت تحافظ على وجود أمني في بعض أحياء المخيم.


ورغم حالة الهدوء الظاهري، إلا أن المخاوف تبقى قائمة، خصوصاً مع الحديث المتزايد عن ظهور خلايا نائمة يُشتبه بارتباطها بتنظيم "داعش"، وهي خلايا قد تستغل أي توتر داخلي أو إقليمي لتأجيج الوضع الأمني أو تنفيذ عمليات تُربك الاستقرار في الجنوب اللبناني.


مصادر مطلعة على الوضع داخل المخيم تشير إلى أن تلك الجماعات المتشددة، وإن كانت محاصرة في بعض الزوايا، إلا أنها لم تُجرد بالكامل من سلاحها، وتحتفظ بنقاط تموضع تجعلها قادرة على التحرك عند الحاجة أو عند صدور تعليمات من قياداتها.


كما أن الوضع المعقّد داخل المخيم، في ظل تداخل القوى الفلسطينية وتعدد المرجعيات، يضعف من إمكانية السيطرة الكاملة على الأرض، ويزيد من صعوبة التنسيق الأمني، ما يجعل أي خرق محتمل قابلاً للتحول إلى اشتباك واسع في وقت قصير.


هذا الترقب يأتي في سياق إقليمي ومحلي بالغ الحساسية، إذ يُنظر إلى استقرار المخيم كعنصر أساسي في حفظ أمن الجنوب، لا سيما أن المخيم يقع على تماس مباشر مع مدينة صيدا، ويحاذي الطريق الدولية التي تربط الجنوب بالعاصمة بيروت.


وفي ضوء هذه المعطيات، تتعامل الأجهزة الأمنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية المعنية مع المخيم كمنطقة "تحت الرصد"، وتُكثّف من مراقبة الداخلين والخارجين، فضلاً عن متابعة الاتصالات التي تتم بين المجموعات داخله، خشية أن يكون المخيم مرة أخرى ساحةً لتصفية الحسابات أو تنفيذ أجندات خارجية.


ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من التنسيق بين الجهات الفلسطينية واللبنانية في محاولة لضبط الأمن ومنع أي تفلّت، خصوصاً مع اقتراب مناسبات دينية ووطنية قد تُستغل لإشعال التوتر أو إرسال رسائل سياسية عبر العمل الأمني.


وحتى إشعار آخر، يبقى عين الحلوة مرصوداً بدقة، خوفاً من عودة كابوس الاشتباكات إلى مشهدٍ لم يتعافَ بعد من سنوات من العنف والفوضى.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9