سوريا وروسيا: شراكة جديدة للعدالة والاستقرار

2025.07.31 - 03:53
Facebook Share
طباعة

 في لقاء عُقد اليوم في موسكو، ناقش وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني مع نظيره الروسي سيرغي لافروف سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والتطورات السياسية والأمنية في سوريا، وسط تأكيدات متبادلة على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وشدد لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك على التزام روسيا الثابت بدعم وحدة سوريا وسيادتها، ورفضها استخدام الأراضي السورية كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. كما عبّر عن تقدير موسكو للإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة السورية لحماية البعثات الدبلوماسية الروسية.

ودعا الوزير الروسي إلى رفع فوري للعقوبات المفروضة على سوريا، مؤكداً أنها تضر بالشعب السوري وتقوّض فرص التعافي. وأشار إلى اتفاق تم التوصل إليه مع دمشق لإعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية، بما يواكب المتغيرات الحالية، مؤكداً على أهمية استمرار الحوار بين الطرفين لدفع مسار الاستقرار.

كما أعرب لافروف عن أمل بلاده في مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة الروسية العربية الأولى، المزمع عقدها في موسكو خلال تشرين الأول المقبل، مشيراً إلى أن حضور الشرع سيكون "رمزاً لعودة سوريا إلى الحاضنة الإقليمية والدولية".

من جهته، أكد وزير الخارجية السوري أن بلاده تسعى إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها الدولية بعد الإطاحة بالنظام السابق، مشيراً إلى أن العلاقة مع روسيا تمثل ركيزة أساسية في إعادة بناء الدولة ومؤسساتها.

ودعا الشيباني موسكو إلى توسيع دعمها لمسار العدالة الانتقالية، مشددًا على أن سوريا بحاجة إلى تعاون دولي يضمن حقوق الضحايا، ويضع أسسًا للمصالحة الوطنية. كما أعلن عن تشكيل لجنة سورية – روسية مشتركة لإعادة تقييم الاتفاقيات الموقعة سابقًا، في إطار رؤية جديدة تلبي متطلبات إعادة الإعمار والتنمية.

وتطرّق الشيباني إلى الوضع الأمني، محملاً الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تصعيد التوتر من خلال اعتداءاته المتكررة، والتي قال إنها تغذي الفوضى وتُعقّد المشهد الداخلي. وأضاف أن الدولة السورية هي الجهة الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح، محذرًا من تكرار سيناريو الانفلات الأمني كما حدث في السويداء.

وأكد الوزير أن الحكومة السورية ملتزمة بمحاسبة كل من تورط في انتهاكات خلال الأحداث الأخيرة، داعيًا إلى وقف محاولات استغلال هذه الحوادث للتدخل في الشأن السوري الداخلي.

وختم الشيباني حديثه بالقول: "آن أوان طي صفحة الحرب. تعبنا من 14 عامًا من النزف والدمار. نريد لمّ شمل السوريين في الداخل والخارج، وهذا يحتاج إلى بيئة مستقرة ودعم فعلي من الأصدقاء".

وفي ختام المؤتمر، جدّد لافروف تأكيد روسيا دعمها للجهود السورية في تحقيق الاستقرار، بما في ذلك دعم الاستعدادات الجارية لانتخابات مجلس الشعب المقررة في أيلول المقبل، معربًا عن أمله في أن تكون خطوة إضافية نحو مستقبل أكثر استقرارًا لسوريا وشعبها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5