السويداء تواجه أزمة إنسانية خانقة.. والداخلية توضح!

سامر الخطيب

2025.07.31 - 12:00
Facebook Share
طباعة

 قالت مواقع سورية معارضة للسلطة الحالية أن محافظة السويداء جنوب سوريا تشهد أوضاعًا إنسانية متدهورة منذ أكثر من أسبوعين، نتيجة توترات أمنية وتعقيدات لوجستية أعاقت إيصال الخدمات الأساسية والمواد الضرورية، في وقت تتباين فيه الروايات حول أسباب الأزمة بين مصادر محلية وحكومية.


ففي عدد من القرى الشمالية والشرقية للمحافظة، أُجبرت مئات العائلات على النزوح المؤقت بعد تعرض بعض المناطق لأعمال سلب وتخريب، شملت تدمير منازل وآبار مياه وممتلكات خاصة. ويقول السكان إنهم لم يتلقوا أي بدائل سكنية، فيما تبقى الاستجابة الإنسانية محدودة بالنظر لحجم الحاجة.


وبحسب شهادات محلية، تزداد صعوبة الحياة اليومية مع الانقطاع التام للمحروقات، ما أدى إلى توقف المولدات والأفران وتعطل شبكات المياه. وتعتمد بعض الأحياء على تعبئة يدوية عبر صهاريج متنقلة تقف ساعات طويلة، بينما باتت المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الخبز وحليب الأطفال، شبه معدومة.


خدمات تحت الضغط
الوضع الصحي كذلك يواجه تحديات كبيرة، حيث تعمل بعض المستشفيات جزئيًا بوقود احتياطي، في حين حذّرت مصادر ميدانية من توقف تام في حال عدم وصول إمدادات إضافية. كما أشار سكان محليون إلى صعوبات في الوصول إلى الأدوية والعلاج، وسط أجواء من القلق مع انتشار النفايات وتضرر البنية التحتية الصحية.


وتترافق الأزمة مع تعطل في قطاع التعليم، إذ مُنع آلاف الطلاب، بينهم طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، من التقدم للامتحانات بسبب الظروف الأمنية وصعوبة التنقل، ما ترك مستقبلهم الدراسي معلقًا في انتظار حلول.


وصول مساعدات محدود
خلال الأيام الماضية، وصلت قوافل إغاثية عبر معبر بصرى الشام، محمّلة بمواد غذائية وطبية ووقود، لكنّ الأهالي يرون أن الكميات لا تزال غير كافية لتغطية حجم الحاجة، خاصة في ظل نزوح آلاف السكان من قرى تضررت جراء التوترات الأمنية.


ورغم أهمية هذه القوافل، إلا أن تشغيل المرافق الخدمية الرئيسية، مثل الأفران ومحطات ضخ المياه والمشافي، ما زال غير منتظم، ما زاد من الضغط على الموارد المتاحة في ظل غياب بدائل عملية على الأرض.


الحكومة ترد وتنفي فرض الحصار
من جهتها، نفت الحكومة السورية بشكل قاطع وجود أي حصار مفروض على السويداء، واعتبرت الحديث عن "حصار ممنهج" تضليلًا إعلاميًا يهدف إلى تشويه صورة الدولة. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية أن الحكومة فتحت ممرات إنسانية لتأمين خروج المدنيين وإدخال المساعدات، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية.


وأضاف أن ما يحدث هو نتيجة سلوك بعض المجموعات المسلحة التي تسيطر على مناطق معينة، وتمنع وصول المساعدات وتعرقل عمل المؤسسات، مشيرًا إلى أن هذه المجموعات تستغل الأزمة لتحقيق مكاسب مادية، من خلال التهريب والاتجار بالممنوعات، بحسب قوله.


خلفيات أمنية معقدة
الأزمة في السويداء تأتي في سياق تصعيد أمني شهدته المحافظة خلال شهر تموز، بعد حوادث خطف واشتباكات متبادلة بين فصائل محلية ومسلحين من عشائر بدوية. وتسببت هذه المواجهات في تهجير سكان بعض القرى وتخريب ممتلكات، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة برعاية جهات دولية وبتدخل أمني رسمي.


وفي ظل استمرار إغلاق بعض الطرق الرئيسية، ومنها طريق دمشق – السويداء، يصعب وصول الإمدادات التجارية والمالية، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في المنطقة.


دعوات للحل العاجل
في خضم هذه التحديات، تتصاعد دعوات من الأهالي وناشطين لإيجاد حلول عاجلة، تشمل تأمين تدفق مستمر للمساعدات، إعادة تشغيل البنى التحتية الأساسية، وتوفير ممرات إنسانية محمية. كما يطالب كثيرون بفصل المسائل الإنسانية عن النزاعات السياسية، لتجنيب المدنيين آثار الأزمات المتلاحقة.


وبين رواية الأهالي وتأكيدات الحكومة، تبقى الحاجة ملحة لإجراءات فعالة تعيد الحياة إلى طبيعتها وتقلل من معاناة السكان، في محافظة تُعد من بين الأكثر استقرارًا نسبيًا خلال السنوات الماضية، لكنها اليوم تعيش أحد أصعب فصولها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6