منذ الأزمة الأوكرانية وسلسلة العقوبات الغربية، برز عدد من كبار رجال الأعمال الروس الذين يجمعون بين الولاء امتلاك الجنسية الإسرائيلية أو ملكية نفوذ مالي في إسرائيل وبين حملهم للجنسية الروسية . هؤلاء يشكلون نموذجًا لإقامة جسور اقتصادية وثقافية بين النظام الروسي والمجتمع الإسرائيلي، رغم تعقيد العلاقة بين البلدين.
ابرزهم:
ليونيد ميخلسون، رئيس شركة الغاز Novatek، ثاني أغنى رجل في روسيا، يحمل جنسية إسرائيلية إلى جانب الروسية. يُعد شريكًا قويًا للنظام، وقد فرضت عليه دول الغرب عقوبات ضمن قانون CAATSA. اعتماد ميخلسون على إسرائيل كأحد دور الاستقرار المالي والثقافي، يجعله نقطة التقاء بين الاقتصاد الروسي و سوق الأغنياء الإسرائيليين.
فيكتور فيكسيلبرغ مؤسس مجموعة Renova، الذي يحمل ثلاث جنسيات: روسية، إسرائيلية، وقبرصية. رغم قربه الواضح من السلطة الروسية، إلا أنه يحتفظ بوجود ثقافي يهودي نشِط، إذ مول إعادة بناء معابد يهودية ومتاحف خاصة في أوكرانيا. يُنظر إليه كشخصية مستقبلية تربط بين النفوذ الاقتصادي الروسي والهوية اليهودية.
جِرمان خان، أحد مؤسسي Alfa Group وL1 Energy، يحمل الجنسية الروسية والأوكرانية والإسرائيلية. يشارك ببراعة في مشاريع صناعة النفط، ويمتلك نشاطات خيرية تدعم الجالية اليهودية. رغم نشاطه عبر شبكات مرتبطة بالأنظمة الروسية، إلا أنه أيضًا حضر اجتماعات مؤسسات مختصة بالذاكرة اليهودية، مثل Genesis Philanthropy Group
ميخائيل بروخوروف، أحد أثرياء روس، من كبار مالكي Norilsk Nickel سابقًا، حصل على الجنسية الإسرائيلية في 2022 استنادًا إلى أصوله اليهودية. معروف بتخوّفه المتزايد من التطورات الروسية، واتخذ قبل فترة مسافة واضحة من بوتين، رغم علاقاته الاقتصادية القوية مع الدولة الروسية.
بهذا التلاقي بين الجنسية الإسرائيلية والدعم الجزئي للنظام الروسي، يعكس هؤلاء الأثرياء نمطًا معقدًا من الولاء متعدد الأقطاب: دعم مادي أو استثماري للنظام الروسي، في مقابل الحفاظ على موقع دولي يمكنهم من التحرك خارج موسكو والاستثمار داخل السوق الإسرائيلي أو الأوروبي.
هؤلاء الأثرياء لا يُعدّون من شبكة الحرس القديم للنظام الروسي بالضرورة، بل يُشكلون جيلا من طبقة رجال الأعمال الذين يسعون للبقاء منفتحين على تحولات الاقتصاد الدولي، سواء في الغرب أو الشرق الأوسط. وجودهم يحمل خطرًا سياسيًا أقل من القوة التي يمثلونها ويخافهم بوتين ويستفيد منهم في الوقت عينه لذا هم يشكلون واحدا من الاسباب التي لاجلها يراعي بوتين كثيرا جدا مصالح اسرائيل ولا ينحاز الى اعدائها الا على المستوى الكلامي، وهؤلاء الراسماليين الكبار توجههم ظاهريًا يلائم النظام الروسي لكنهم في العمق ولائهم لاسرائيل ، لكن يملكون قدرات على التنصّل أو التحول عند الضرورة.