تواصل الحكومة السورية جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة نتيجة التوترات الأخيرة. ومن المتوقع أن تنطلق خلال الساعات القليلة القادمة قافلة الإغاثة الرابعة من العاصمة دمشق، محملة بالمواد الأساسية التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الأهالي وتلبية احتياجاتهم الملحة.
القافلة الجديدة، التي تُجهز بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، ستسلك طريق بصرى الشام في ريف درعا الشرقي وصولاً إلى السويداء. وهي تضم 22 شاحنة محملة بـ27 ألف ليتر من المحروقات، و2000 سلة غذائية، و2000 سلة صحية، و40 طناً من الطحين، بالإضافة إلى عشرة آلاف عبوة مياه شرب ومواد طبية متنوعة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة استجابة مستمرة تنفذها الحكومة بالشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبدعم من منظمات أممية مثل برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حيث تم إدخال ثلاث قوافل إغاثية سابقة عبر المعبر الإنساني المؤقت في بصرى الشام – بكا.
وبالرغم من التحديات، تؤكد الجهات الرسمية أن المساعدات الإنسانية تصل بشكل يومي إلى السويداء، وأن العمل مستمر لإصلاح الطرق وتأمين ممرات آمنة لوصول المواد الإغاثية دون عوائق. وأكد محافظ السويداء، مصطفى البكور، في تصريح صحفي، أن الفرق الفنية والخدمية تواصل عملها لإعادة تأهيل الطرق المتضررة، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا إلى المحافظة.
على الأرض، شهدت عدة بلدات وقرى في السويداء احتجاجات ووقفات تطالب بزيادة الدعم الإنساني وتحسين الأوضاع المعيشية، إلا أن بعض الأصوات المحلية تبالغ في تصوير المشهد، رغم الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة لضمان وصول الدعم، وتوفير الخدمات الأساسية.
من اللافت أن بعض المجموعات داخل السويداء تواصل رفضها لأي وجود حكومي، وهو ما يعرقل أحيانًا التعاون الكامل في تنفيذ خطط الاستجابة.
وفي ظل هذه الأوضاع، دعت لجان محلية ومنظمات إنسانية إلى المزيد من التنسيق بين الحكومة والمجتمع المحلي، لضمان إيصال المساعدات إلى كل المناطق المحتاجة. كما شددوا على ضرورة تحييد العمل الإنساني عن التجاذبات السياسية، وتركيز الجهود على تخفيف المعاناة الإنسانية التي فرضتها الأوضاع الطارئة.