برلين ومدريد تستعدان لإسقاط مساعدات على غزة

2025.07.29 - 09:25
Facebook Share
طباعة

 أعلنت كل من ألمانيا وإسبانيا عزمهما تنفيذ عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بالتعاون مع الأردن، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وتفاقم مستويات الجوع وسوء التغذية، خصوصًا في ظل استمرار إغلاق المعابر.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مساء الاثنين، أن بلاده ستقوم بإسقاط نحو 12 طناً من المساعدات الغذائية عبر الجو إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة، باستخدام طائرات تابعة لسلاح الجو الإسباني، وبالتنسيق مع الجانب الأردني.

وأشار سانشيز إلى أن هذه الخطوة لا تمثّل حلاً شاملاً لأزمة الجوع المتفشية في القطاع، لكنها قد تساهم بتقديم حدّ أدنى من الإغاثة للمدنيين المحاصرين، خاصة في ظل عجز الجهود الدولية عن إيصال المساعدات بشكل مباشر عبر المعابر البرية.

ويأتي هذا التحرك في إطار جهود متواصلة من الحكومة الإسبانية، التي تعد من أبرز المنتقدين للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وقد دعت في أكثر من مناسبة إلى وقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار، مؤكدة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.

من جهته، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن ألمانيا ستدشن مع الأردن جسراً جوياً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكداً أن الخطوة تأتي استجابة للتحذيرات الأممية بشأن تفاقم سوء التغذية في القطاع، وتهدف إلى التخفيف من حدة الأزمة.

وقال ميرتس في مؤتمر صحفي عقده في برلين إن وزير الدفاع الألماني سيشرف على تنسيق هذه العمليات، بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا اللتين أعربتا بدورهما عن استعدادهما للمشاركة في جهد مماثل.

ورغم تأكيده على دعم إسرائيل، دعا ميرتس السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع بشكل شامل ومستدام، معتبراً أن الخطوات التي اتخذتها تل أبيب مؤخراً لا تزال محدودة وغير كافية.

ومن المنتظر أن يبحث ميرتس هذه التطورات مع العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال زيارته الرسمية إلى برلين التي تبدأ اليوم الثلاثاء، وسط تصاعد الضغط الأوروبي لتحسين تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتأتي هذه المبادرات الجوية رغم الانتقادات التي وجهتها منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، والتي أكدت مراراً أن عمليات الإسقاط الجوي لا يمكن أن تحلّ محل إيصال المساعدات عبر المعابر البرية بشكل مباشر وآمن، مشددة على أن هذه الإجراءات لا تُلبّي إلا نسبة ضئيلة من احتياجات السكان.

وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد عن "تعليق تكتيكي محلي" محدود للعمليات العسكرية في بعض مناطق قطاع غزة، بهدف تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وهو إعلان قوبل بتشكيك واسع، خاصة في ظل استمرار الحصار ومنع دخول معظم الشحنات الغذائية والطبية منذ مارس/آذار 2025.

وتعيش غزة منذ أشهر في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث تتقاطع المجاعة المنتشرة مع آثار حملة عسكرية دموية تسببت بخسائر بشرية ومادية هائلة.

وبحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية 147 شخصاً، من بينهم 88 طفلاً، وذلك منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد أو إصابة أكثر من 204 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، في وقت يتواصل فيه منع دخول المساعدات ما ينذر بتفاقم الكارثة خلال الأسابيع المقبلة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10