دماء وانفلات في السويداء: مجموعات مسلحة تعرقل الدولة وتمنع الإغاثة

وكالة أنباء آسيا

2025.07.28 - 10:28
Facebook Share
طباعة

 كشف مصدر حكومي سوري أن الوضع في محافظة السويداء جنوب البلاد يزداد خطورة وتعقيدًا نتيجة انتشار مجموعات مسلحة غير منضبطة تعيق دخول مؤسسات الدولة، وتمنع تقديم الخدمات العامة، الأمر الذي فاقم من الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وأشار المصدر إلى ورود معلومات استخباراتية تفيد بوقوع حالات إعدام في المحافظة، في ظل منع تلك المجموعات وزارة الصحة من توثيقها. كما أوضح أن تحديد مناطق آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية أصبح شبه مستحيل نظرًا لسيطرة المسلحين على مناطق واسعة.

وأضاف أن المجموعات المسلحة اختطفت أحد متطوعي فرق الإنقاذ خلال محاولته إجلاء موظفين يتبعون منظمات دولية من المحافظة. كما ترفض هذه المجموعات إدخال بعض المساعدات الإنسانية، في حين عجز الزعيم الروحي الدرزي البارز الشيخ حكمت الهجري عن تأمين الحماية لمقدّمي الإغاثة.

وتمكنت السلطات السورية -وفقًا للمصدر - من إجلاء نحو ألف عائلة من البدو والعشائر ومكونات سورية أخرى كانت محاصرة في منطقتي كفرة وشهبا باتجاه محافظة درعا المجاورة، إلى جانب إجلاء عدد من موظفي المنظمات الدولية وبعض المرضى. لكن، لا تزال عشرات العائلات ممنوعة من مغادرة السويداء بسبب سيطرة المجموعات المسلحة.

وانتقد المصدر تقصير بعض المنظمات الدولية في دعم مراكز الإيواء البالغ عددها 21 مركزًا في درعا، والتي تستضيف ما يقارب 150 ألف نازح، داعيًا تلك المنظمات إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الإنسانية بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية.

كما شدد على رفض الحكومة السورية لأي تسييس للمساعدات الإنسانية، مطالبًا بإطلاق تدخلات إغاثية عاجلة بالنظر إلى الحاجة الملحة لدى آلاف السوريين في ظل الوضع الراهن.

وكانت فرق الإغاثة قد أعلنت السبت الماضي إجلاء قرابة 300 مدني، إضافة إلى 20 جريحًا و8 جثامين من ضحايا الاشتباكات في السويداء، باتجاه العاصمة دمشق عبر معبر بصرى الشام.

وتأتي هذه التطورات في ظل هدنة هشة بمحافظة السويداء، أعقبت اشتباكات دموية استمرت أسبوعًا بين مجموعات درزية وأخرى من عشائر بدوية، أسفرت عن مئات القتلى وفقًا لتقارير حقوقية محلية. ورغم إعلان الحكومة السورية عن أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار في المنطقة، إلا أن ثلاثة منها انهارت سريعًا.

وتُبذل جهود مكثفة حاليًا من قبل الإدارة السورية الجديدة لاحتواء تصاعد الفوضى الأمنية في البلاد، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3