تفكيك خلية خطيرة متورطة بأحداث الساحل

وكالة أنباء آسيا

2025.07.27 - 01:14
Facebook Share
طباعة

 أعلنت وزارة الداخلية السورية، فجر الأحد 27 تموز، عن إلقاء القبض على خلية وُصفت بـ"الخطيرة"، ضالعة بشكل مباشر في أحداث الساحل السوري التي وقعت في شهر آذار الماضي، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وأثارت صدى واسعًا في الداخل والخارج.


تفاصيل العملية الأمنية
وفي بيان رسمي، أوضح العميد عبد العزيز هلال الأحمد، قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، أن الوحدات الأمنية المختصة تمكنت خلال أقل من 24 ساعة من تفكيك خلية إرهابية يقودها المدعو ماهر حسين علي، وهو أحد المتورطين في تنفيذ هجمات سابقة ضد مواقع أمنية في محافظة اللاذقية. وذكر البيان أن ماهر حسين علي كان يعد لتنفيذ هجمات جديدة تستهدف مقار عسكرية وأمنية حساسة، قبل أن يتم توقيفه برفقة عدد من عناصر خليته.


وكشفت التحقيقات، بحسب الأحمد، عن تنسيق مباشر بين الخلية الموقوفة وعدد من الشخصيات المرتبطة بالنظام السابق، من أبرزهم ماهر الأسد والوضاح سهيل إسماعيل، قائد ما يُعرف بـ"فوج المكزون"، كما تلقّت دعمًا لوجستيًا من ميليشيات طائفية وجهات لبنانية. وعدّ الأحمد هذا التنسيق جزءًا من "مخطط تخريبي منظم يهدف لزعزعة أمن الساحل السوري"، وفق تعبيره.


اعتقالات لضباط سابقين وتفكيك شبكات
ضمن العملية الأمنية نفسها، ألقت القوات المختصة القبض على العقيد السابق في الحرس الجمهوري، مالك علي أبو صالح، الذي ترأس ما سُمي بـ"غرفة عمليات الساحل"، والتي يُعتقد أنها لعبت دورًا رئيسيًا في التخطيط والتنسيق للهجمات التي استهدفت مواقع الجيش والأمن في آذار. وأشارت التحقيقات إلى أن مالك علي كان على صلة بجهات خارجية مشبوهة، وتلقى دعمًا لوجستيًا غير قانوني، هدفه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة الساحلية.


في عملية أخرى، تم توقيف الوضاح سهيل إسماعيل، الذي تتهمه السلطات بتنسيق عمليات "إرهابية" في منطقة جبلة، وكشفت التحقيقات عن تلقيه توجيهات مباشرة من شخصيتين بارزتين: العميد سهيل الحسن والعميد غياث دلة، ما يشير إلى تشعب وتعقيد الشبكات المتورطة.


نتائج لجنة التحقيق في أحداث الساحل
تزامن الإعلان عن تفكيك الخلية مع نشر نتائج لجنة تقصي الحقائق حول أحداث الساحل، التي شهدتها المنطقة في آذار الماضي، وراح ضحيتها مئات القتلى، معظمهم من المدنيين.
وفي مؤتمر صحفي، أعلن المتحدث باسم اللجنة، ياسر الفرحان، أن التحقيقات أسفرت عن تحديد هوية 563 مشتبهًا بهم، موزعين بين:
265 شخصًا منضوين ضمن مجموعات مسلحة متمردة مرتبطة بـ"فلول الأسد".
298 شخصًا من عناصر شاركوا ضمن قوات رسمية، لكنهم خالفوا الأوامر وارتكبوا انتهاكات بحق مدنيين.


وأشار الفرحان إلى أن اللجنة بنت استنتاجاتها على الشبهة وليس على دليل قطعي، حرصًا على سلامة التحقيقات، مع تحفظها على نشر الأسماء بشكل علني. وقد أُرفق بالتقرير جدول سري يتضمن الأسماء الكاملة للمشتبه بهم، إلى جانب شهادات من شهود طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأسباب أمنية.


ووثّقت اللجنة مقتل 1426 شخصًا، بينهم 90 امرأة، والبقية معظمهم من المدنيين، إلى جانب عسكريين سابقين أجروا تسويات مع الجهات الرسمية. ورغم الاشتباه بوجود عناصر مسلحة ضمن القتلى، رجّحت اللجنة أن الغالبية قُتلوا خارج نطاق المعارك المباشرة أو بعد انتهائها، ما يفتح الباب أمام محاسبة واسعة لانتهاكات ما بعد النزاع.


تكشف تفاصيل العملية الأمنية والنتائج الأولية للجنة التحقيق، عن وجود شبكة معقدة من التحالفات القديمة والمصالح المتضاربة، داخل مؤسسات الدولة السابقة وما تبقى من نفوذها في بعض المناطق، خصوصًا في الساحل السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5