سوريا: ثلاث هجمات لد ا عـ ـش... وواشنطن ترد بعملية

وكالة أنباء آسيا

2025.07.27 - 01:05
Facebook Share
طباعة

شهدت محافظة دير الزور تصاعدًا لافتًا في وتيرة هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، عبر ثلاث عمليات منفصلة استهدفت مواقع تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك يوم الجمعة 25 تموز، في ظل هشاشة الوضع الأمني في مناطق شرق الفرات.


الهجوم الأول: قتيل وجرحى في الزر
أعلنت "قسد" في بيان رسمي أن خلية تابعة لتنظيم "الدولة" نفذت هجومًا مسلحًا استهدف سيارة عسكرية لها في قرية الزر التابعة لمنطقة البصيرة، في الريف الشرقي لدير الزور. وأسفر الهجوم عن مقتل أحد عناصر قسد وإصابة آخر، فيما اندلعت اشتباكات محدودة مع المهاجمين الذين كانوا يتحصنون في أحد المباني القريبة، قبل أن يتمكنوا من الفرار دون أن يُعرف مصيرهم، وسط استمرار عمليات التمشيط والبحث عنهم.


الهجوم الثاني: استهداف نقطة في ذيبان
وفي حادث منفصل، استهدفت خلية أخرى تابعة للتنظيم نقطة عسكرية في بلدة ذيبان، بريف دير الزور الشرقي. ورغم تبادل إطلاق النار، لم تُسجل إصابات في صفوف عناصر "قسد"، الذين قالوا إنهم ردوا على مصدر النيران، دون أن يتمكنوا من تحديد هوية أو مكان الفاعلين.


الهجوم الثالث: كمين قرب الشحيل
كما تم استهداف حاجز تابع لـ"قسد" يقع على الطريق بين بلدتي الشحيل والبصيرة، في اليوم نفسه. البيان لم يقدم تفاصيل إضافية عن طبيعة الهجوم أو نتائجه، غير أن تكرار العمليات خلال 24 ساعة يؤشر إلى تصعيد منظم.


"قسد" اعتبرت أن تنظيم "الدولة" يستغل حالة الفوضى والتوترات في سوريا لإعادة بناء خلاياه، وتنفيذ عمليات إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن في المناطق المحررة. وأكدت في بيانها أن قواتها ستواصل العمليات الأمنية والعسكرية لضرب التنظيم ومنع أي محاولات لإحياء مشروعه "المدمر"، على حد وصفها.


العملية الأمريكية في الباب: اغتيال قيادي بارز
في سياق متصل، نفذت القوات الأمريكية عملية نوعية فجر الجمعة، في مدينة الباب بريف حلب، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم الدولة، وهو ضياء زوبع مصلح الحرداني، إلى جانب ابنيه عبد الله وعبد الرحمن الحرداني، اللذين ينتميان أيضًا للتنظيم.


العملية، التي وصفتها القيادة المركزية الأمريكية بالدقيقة، استهدفت موقعًا كان بداخله أيضًا ثلاث نساء وثلاثة أطفال لم يتعرضوا لأي أذى، بحسب البيان.


الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية، شدد على أن الولايات المتحدة ستواصل مطاردة "إرهابيي داعش" أينما وُجدوا، وأن استهداف الحرداني يمثل ضربة جديدة لشبكات التنظيم التي لا تزال تشكّل تهديدًا إقليميًا ودوليًا.


دعم أمريكي متواصل لقسد وجيش سوريا الحرة
ضمن استراتيجيتها لمحاربة عودة تنظيم "الدولة"، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها خصصت 130 مليون دولار ضمن موازنة عام 2026، لدعم "قسد" و"جيش سوريا الحرة" في عملياتهما ضد التنظيم في شمال شرقي سوريا والمثلث الحدودي مع العراق والأردن.


وجاء في بيان البنتاغون أن الولايات المتحدة "ملتزمة بالهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة"، معتبرة أن أي عودة محتملة للتنظيم تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الولايات المتحدة، ولشعوب سوريا والعراق ولبنان، إضافة إلى مصالح المجتمع الدولي.


تحليل: عودة داعش... بين الفوضى والدعم الأجنبي
الهجمات الأخيرة في دير الزور تُعد إنذارًا واضحًا بأن تنظيم "الدولة" لم يُهزم نهائيًا، بل أعاد تموضعه في بيئة خصبة للفوضى والانقسامات. كما أن اعتماد خلايا صغيرة وضربات متفرقة يشير إلى تحوّل في تكتيك التنظيم نحو أسلوب حرب العصابات.


من جهة أخرى، تؤكد العملية الأمريكية في الباب أن واشنطن لا تزال حاضرة بقوة في المشهد السوري، ليس فقط عبر الدعم اللوجستي والمالي لحلفائها المحليين، بل من خلال تدخل مباشر في العمق السوري.


لكن رغم هذه العمليات والتمويل، لا يبدو أن المعركة ضد "داعش" تُحسم بالقوة وحدها. فطالما ظل الوضع السياسي السوري مجزّأً، وحالة الفوضى قائمة، فإن التنظيم سيظل يجد طريقًا للظهور مجددًا، ولو عبر نوافذ صغيرة.


في المقابل، يستغل التنظيم التناقضات بين القوى الإقليمية والدولية، والانقسام بين مكونات المجتمع المحلي، ليعيد نسج خلاياه وتجنيد عناصر جديدة. وبذلك، يتحول من خطر عسكري إلى تهديد استراتيجي طويل الأمد، يحتاج إلى مقاربة أمنية–سياسية شاملة، وليس فقط ضربات موضعية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7