في خطوة جديدة نحو إنهاء معاناة النزوح، غادرت 45 عائلة تضم 231 شخصاً من أهالي محافظة دير الزور مخيم العريشة في ريف الحسكة، متجهة نحو مناطقها الأصلية، ضمن جهود "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا لتفكيك المخيمات وتأمين عودة النازحين بشكل طوعي وآمن.
العملية تمت بإشراف هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين، وبتنسيق مباشر مع جهات محلية ودولية، ضمن برنامج خاص لإعادة تنظيم الوضع الإنساني في المنطقة، وتمكين الأهالي من العودة إلى قراهم ومنازلهم بعد سنوات من المعاناة في مراكز الإيواء.
ويُعتبر مخيم العريشة من بين المخيمات الكبرى في شمال شرق سوريا، إذ استقبل آلاف النازحين خلال سنوات الحرب من مختلف المناطق السورية، وخصوصاً من دير الزور والرقة.
عودة مستمرة ضمن جدول منظم
الرحلة الأخيرة تندرج ضمن سلسلة من دفعات العودة المتواصلة، حيث شهد تاريخ 13 تموز/يوليو خروج دفعة أكبر، ضمت 57 عائلة بعدد إجمالي بلغ 284 شخصاً، في إطار ما يُعرف بـ"العودة الطوعية"، وهي الرحلة الثانية عشرة التي تُنظَّم تحت إشراف إدارة المخيم وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويخضع النازحون الراغبون بالعودة إلى إجراءات تسجيل وتدقيق بالتنسيق مع السلطات المختصة، لضمان عودة آمنة ومستقرة، والحد من أي مخاطر أمنية أو إنسانية محتملة.
تحديات ما بعد العودة
ورغم الأمل الذي تحمله هذه الرحلات، إلا أن الكثير من العائدين يواجهون تحديات كبيرة، أبرزها نقص الخدمات الأساسية، ودمار البنية التحتية في بعض المناطق، إضافة إلى الحاجة لإعادة دمج الأطفال في المدارس وتوفير فرص عمل للعائلات.
ومع ذلك، لا تزال هذه العودة تمثل بارقة أمل لعائلات أنهكها النزوح الطويل، وتحمل في طياتها بوادر نهاية مرحلة مأساوية، وبداية رحلة جديدة نحو الاستقرار وإعادة بناء الحياة.