إنزال ليلي يُربك خلايا التنظيم شرق حلب

سامر الخطيب

2025.07.26 - 10:57
Facebook Share
طباعة

 في تطور أمني لافت وغير مسبوق منذ مطلع العام، نفّذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي معقدة استهدفت خلية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في حي البوغزال بمدينة الباب شرقي حلب، ضمن منطقة تقع تحت سيطرة فصائل "الجيش الوطني" الموالية لتركيا.


العملية جرت بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، وشاركت فيها وحدات خاصة من قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب عناصر من جهاز الأمن العام المحلي، في عملية وصفت بـ"الخاطفة والدقيقة".


طوق أمني وتحليق مكثف
سبق تنفيذ العملية فرض طوق أمني محكم حول المبنى المستهدف، وشوهد انتشار واسع للقوات على الأرض تزامناً مع تحليق مكثف لمروحيات التحالف فوق المنطقة. وبحسب شهود محليين، فقد جرى إطلاق قنابل صوتية وانفجارات متقطعة خلال لحظات الاشتباك، وسط حالة من الذعر بين المدنيين في الأحياء المجاورة.


اشتباك مباشر ومصير غامض للخلية
أسفرت العملية عن اشتباك مباشر بين القوات المهاجمة وعناصر الخلية، التي كانت متحصنة داخل أحد الأبنية السكنية. ووفق المعلومات الأولية، فإن بعض أفراد الخلية قُتلوا خلال الاشتباك، فيما تم اعتقال آخرين، لكن لم تُعلن بعد الحصيلة النهائية للعملية، نظراً للطوق الأمني المفروض حول الموقع ورفض الجهات المشاركة الإدلاء بتفاصيل إضافية.


أمير عراقي وتنسيق مع خلايا نائمة
وبحسب مصادر مطلعة، فإن من بين أفراد الخلية المستهدفة أميراً يحمل الجنسية العراقية، يُعتقد أنه كان يشرف على تنسيق عمليات خلايا نائمة في الشمال السوري، ويشكل همزة وصل بين المجموعات المنتشرة في ريف حلب وقيادات التنظيم في مناطق خارج الحدود السورية.


دلالات استراتيجية للعملية
هذه العملية تُعد الأولى من نوعها خلال العام الجاري داخل مناطق النفوذ التركي شمال سوريا، ما يسلّط الضوء على تصعيد نوعي في عمليات التحالف الدولي من حيث المكان والتوقيت والدقة. فبينما كانت أغلب عمليات الإنزال السابقة تتركز في مناطق الجزيرة السورية أو أطراف الرقة ودير الزور، فإن اختيار مدينة الباب هذه المرة يحمل مؤشرات على امتداد نشاط التنظيم إلى مناطق غير متوقعة، ويعكس مرونة في أساليب التحالف لملاحقة قيادات وعناصر التنظيم أينما وُجدوا.


مخاوف من ردود فعل أمنية
سكان مدينة الباب أعربوا عن مخاوفهم من تداعيات أمنية لاحقة، خصوصاً مع احتمال وجود خلايا نائمة مرتبطة بالخلية المستهدفة، قد تحاول تنفيذ عمليات انتقامية أو خلق حالة من الفوضى داخل المنطقة.


نحو تكتيك جديد في الحرب على التنظيم؟
تأتي هذه العملية في وقتٍ تُكثف فيه التنظيمات المتطرفة من أنشطتها في بعض البؤر الشمالية والشرقية، ما دفع التحالف إلى اعتماد تكتيك الضربات الموضعية السريعة بدل العمليات الواسعة، سعياً لإجهاض أي محاولات لإعادة تجميع الصفوف أو تأسيس قواعد ارتكاز جديدة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8